اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 189
- و أمر يحتمل الشك و الإنكار، فسبيله استيضاح أهله لمنتحليه بحجة من كتاب اللّه مجمع على تأويلها، و سنّة مجمع عليها لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله و لا يسع خاصة الأمة و عامتها الشك فيه و الإنكار له. و هذان الأمران من أمر التوحيد فما دونه و أرش الخدش فما فوقه. فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين فما ثبت لك برهانه اصطفيته، و ما غمض عليك صوابه نفيته. فمن أورد واحدة من هذه الثلاث فهي الحجة البالغة التي بيّنها اللّه في قوله لنبيه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم):
يبلغ الحجّة البالغة الجاهل فيعلمها بجهله كما يعلمها العالم بعلمه، لأن اللّه عدل لا يجور، يحتج على خلقه بما يعملون، و يدعوهم الى ما يعرفون لا إلى ما يجهلون و ينكرون.
فأجازه الرشيد و أحسن لقاءه. و انصرف الإمام (عليه السّلام) و قد دلّ خصمه- المسمى بأمير المؤمنين و خليفة المسلمين- على أمور الدين كما أوضح له منزلة أهل البيت (عليهم السّلام) و صحة أقوالهم و دعم ما ذهب إليه بأوثق الأدلة و البراهين و لا غرو فهذا الغصن الطيّب هو من تلك الشجرة الطيّبة التي غرسها الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و تعهّد سقايتها و رعايتها.
2- مع الفضل بن الربيع:
زار هارون الرشيد قبر النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فاجتمع به الامام (عليه السّلام) و بعد انتهاء المقابلة، خرج (عليه السّلام) فاجتاز على الأمين ابن الرشيد، فالتفت الأمين الى الفضل بن الربيع قائلا له: عاتب هذا، فقام الفضل الى الإمام فقال له: كيف لقيت أمير المؤمنين على هذه الدابة التي إن طلبت عليها لم تسبق و إن طلبت عليها تلحق؟
- قال الامام (عليه السّلام): لست أحتاج أن أطلب، و لا أن أطلب، و لكنها دابة تنحط عن خيلاء الخيل، و ترتفع عن ذلة البعير، و خير الأمور أوسطها» [2] فتركه