اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 183
معرفة النفس:
إنّ مشكلة معرفة النفس و الجهل بحاجاتها الروحية حقيقة لا يمكن إنكارها، في حين أن الجهال منا يظنون أنهم يعرفونها أفضل من الجميع، و أنهم مطلعون على علل دوافعها و افكارها و سلوكها. و بالتالي هم مطلعون على باطنهم تماما
و مشكلة معرفة النفس هي العلة لكثير من الأخطاء و سوء الفهم و إصدار الأحكام الظالمة، مما يستدل رؤية الإنسان لاساس هذه المشاكل في الجهل و ذلك بالامكانات و كميتها و كيفيتها، التي أودعتها يد الخلقة في وجود انسان. و لا ننسى الدور الذي تؤديه الوراثة و التربية و المحيط الاجتماعي و البيئة في نظام الحياة النفسية، إضافة إلى سيطرة الأهواء و النقائص على الإنسان و لنا في الحكام العباسيين دليل واضح على ذلك و في العصور القديمة كان الفلاسفة يؤكدون على معرفة النفس ضمن الأمور التي ترتبط بالانسان، كما نلاحظ في وقتنا الحاضر أن تعلم أصول معرفة النفس يعد من أهم المواضيع في علم الطب النفسي. في هذا العصر ظهرت سلسلة من البحوث القيمة بشأن علم النفس بالمعنى الاختصاصي العام.
و لهذا فإن الرسول الأكرم (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) ينبه الناس إلى أن يجتنبوا اتباع الهوى فيقول: «إياكم و الهوى، فإن الهوى يعمي و يصم» [1].
و عن الإمام أبي جعفر (عليه السّلام) قال: «لا يغرنك الناس من نفسك فإن الأمر يصل إليك دونهم، و لا تقطع نهارك بكذا و كذا فإن معك من يحفظ عليك عملك، و أحسن فاني لم أر شيئا أحسن دركا و لا أسرع طلبا من حسنة محدثة لذنب قديم» [2].
و روى الكليني أيضا عن أبي الحسن موسى الكاظم (عليه السّلام) قال: «لا تستكثروا كثير الخير و لا تستقلوا قليل الذنوب فان قليل الذنوب يجتمع حتى يصير كثيرا، و خافوا اللّه في السر حتى تعطوا من أنفسكم النصف و سارعوا إلى طاعة اللّه