responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 160

شديدة، و تقيل عثرته، و تغفر ذنبه، و تعاشره معاشرة كريمة، و لا قوة إلا باللّه».

و الإمام الكاظم (عليه السّلام) أوصى أصحابه بالإحسان إلى الجار و الصبر على تحمّل الأذى و المكروه منه قال (عليه السّلام):

«ليس حسن الجوار كف الأذى، و لكن حسن الجوار الصبر على الأذى» اللهمّ اعطنا القدرة على تحمّل أذى جيراننا، و لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا إنك أنت السميع العليم.

- إغاثة المستجير:

في التعاليم الاسلامية الهامة التي دعت إليها الرسالة النبوية و أوجبت على المسلمين العمل على تطبيقها إغاثة المستجير، أو الملهوف، و هي دعامة متينة من دعائم البناء الاجتماعي في الاسلام. و قد أرسل اللّه تبارك و تعالى النبيين ليرشدوا الناس إلى النور، إلى الصراط المستقيم، و لو أهمل تطبيق الشريعة الاسلامية لاستشرى الانحلال الأخلاقي في المجتمع البشري، و بذلك يكون إغاثة الملهوف من أوجب الواجبات التي تترتب على الفرد في المجتمع الاسلامي المصون، و بصورة خاصة في أيامنا هذه حيث أصبحنا في عصر استولت على قلوب البشر المداهنة و المداراة، و نسوا أو تناسوا الخالق الذي أمرهم بالمحبة و الأخوة، فاسترسلوا في اتباع أهوائهم و انانيتهم بلا حدود، فعمّت الفتن، و شاعت الجهالة و ضاعت الفضائل الأخلاقية حتى أصبحت تصرخ و تستغيث: انقذوني! أنقذوني! من براثن الأنانية. لذلك: أوجد اللّه وجود جماعة من أولي الحل و العقد يمثلون الأمة و يراقبون سياستها و سير أعمالها. هذه الجماعة قصدها اللّه سبحانه بقوله:

وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‌ [1].

و هذه المسئولية لا تقع على عاتق هؤلاء الجماعة فقط، بل من واجب كل مؤمن و مؤمنة التصدي للظلم، و الدعوة إلى الخير، و مساعدة إخوانه المحتاجين، فهم إن لم يكونوا إخوة لنا في الدين فهم أسوة في الخلق.


[1] سورة آل عمران، الآية 104.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست