اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 12
عباءة جده (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) التي ما طاب له إلا أن يصبغها بدماء وريده الشريف من أجل مصلحة الأمة الإسلامية، سار و قلبه يطفح بعزيمة الإيمان، و العزيمة تشع كضوء يتماوج بألف لون و لون، ثم رفع بصره إلى فوق فإذا بسمة عريضة من الفم الملائكي و كأنها تقول له: سر في درب الشوق فأنت محاط بالعناية الإلهية [1].
و من أجلها أيضا ناضل الإمام الباقر (عليه السّلام) و استشهد بعد أن ساهم ببناء المدرسة الكبرى التي نهض بها ولده الإمام الصادق (عليه السّلام) الذي نعيش مع علمه و فكره و منهجه في هذه الأيام المباركة و نستلهم من جهوده النضالية، و سيرته المثالية، و أخلاقه المحمديّة.
و من أجل القضية نفسها كافح الإمام الكاظم (عليه السّلام) فقام بعد أبيه (عليه السّلام) بإدارة شئون المدرسة التي خرّجت ألمع كوكبة من كواكب العلماء الجهابذة.
و صبر على الأحداث الجسام، و المحن الشاقة التي لاقاها من طغاة عصره لعنهم اللّه.
لقد كانت القضية واحدة، و المسئولية واحدة، و الهدف واحدا، و لكن التعبير جاء مع كل إمام من كواكب الإسلام المشرقة بلون ميّزه عن الآخر و ذلك حسب الظروف السياسية و الاجتماعية المحدقة به. فشكرا جزيلا لجهودكم المباركة التي حرّكت في نفسي شوقا ساميا ألمظ به طعما لذيذا من لقاح العنفوان و الكرامة تحيا بهما كل النفوس التي تأبى الذل و الهوان، و ترغب في صون الكرامة الإنسانية، و الرسالة الإسلامية على مدى الزمان.