responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 113

في موضع آخر ظهر، و في مكان آخر عصر، و في مكان آخر مغرب ... و هلمّ جرا.

و ذلك لكروية الأرض. و هذا الاختلاف من آثار النظام الشمسي الذي يدل على وحدة اللّه و وجوده. كما ان هناك مصالح لا تحصى ترتبت على هذا الاختلاف: و على سبيل المثال: أحوال العباد بسبب طلب الكسب و المعيشة في النهار، و طلب الراحة في الليل. الى غير ذلك من المصالح الحيوية التي ذكرها العلماء في سرّ هذا الاختلاف التي تكشف عن وجود اللّه سبحانه و تعالى، و عن جميل صنعه، و عظيم قدسه.

4- و جريان الفلك:

و يرشح من هذه الآية الكريمة جريان الفلك في الماء، فلولا لطافة الماء و خفتها لما أمكن جريان البواخر و السفن فيه، كما أنه لو لا الرياح المعينة على تحريكها الى الجهات المختلفة التي يبغيها الناس لما أمكن النفع بها، و قد جعل اللّه تلك الرياح متوسطة الهدوء و لو كانت عاصفة لتحطمت البواخر، بالإضافة الى أن مواد السفن من الخشب و الحديد و غيرها هي من خلق اللّه تعالى و من إبداعاته، و إن كانت الهيئة التركيبية من الناس‌ [1].

5- نزول الماء من السماء:

و من آياته تعالى إنزال الماء من السماء فإنه من عجائب صنعه جلّت قدرته، فقد خلقه مركبا من الأكسجين و الهيدروجين بنسبة واحد( O )و اثنان‌( H ). و كل عنصر من أجزائه يختلف عن العنصر الآخر و يخالفه و جعله تعالى سببا لحياة الإنسان و سببا لرزقه و معيشته فقال سبحانه: وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ‌ [2].

فنزول المطر حياة للأرض، لأن فيها قوة الحياة الإنسانية و الحيوانية و النباتية، فيحصل بذلك النبات و الأزهار و الرياحين، و تلبس الأرض فستانها القشيب الجميل المضمخ بعطر الزهور، و لا ريب ان الجمال يبعث على البهجة


[1] راجع تفسير الرازي ج 2 ص 68.

[2] سورة الذاريات، الآية: 20.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست