هذه الهمزات المختلفة، روت القراء عن أبى عمرو تليين الثانية، و تحقيق الأولى. و روى سيبويه عنه تليين الأولى، و تحقيق الثانية نحو: يا زكريا زكريا و أما الهمزتان إذا التقتا و كانت كل واحدة منهما من كلمة، فإن أهل التخفيف يخففون إحداهما، و يستثقلون تحقيقهما لما ذكرت لك، كما استثقل أهل/الحجاز تخفيف الواحدة، فليس فى كلامهم أن تلتقى همزتان فتحققا و من كلامهم تخفيف الأولى، و تحقيق الثانية، سمعنا ذلك من العرب.
و حدثنى هارون القارئ، أنه سمع العرب يقولون، و هو قوله: (فَقَدْ جََاءَ أَشْرََاطُهََا)[7] و (يََا زَكَرِيََّا إِنََّا نُبَشِّرُكَ)[8] و هو قول أبى عمرو، و أنشد الشاعر:
كلّ غرّاء إذا ما برزت # ترهب العين عليها و الحسد [9]
انتهى كلامه.
و كان المقصود من إدخال هذا الباب الإشارة بهذا الخلاف بين سيبويه و القراء فى روايتهم عن أبى عمرو، و كل حسن جائز فصيح.