و المعنى: و ما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون، فيمن فتح «أن» .
و لما كان فتح «أن» يؤدى إلى زيادة «لا» عدل الخليل إلى أنّ «أن» من قوله «أنّها» بمعنى: لعلها. قال: و المعنى: و ما يشعركم لعلها إذا جاءت لا يؤمنون؛ لأن فى حملها على بابها عذرا لهم فى ترك الإيمان حيث لم ينزل الآية، و ذلك لأنه إذا قال: و ما يشعركم أن الآيات إذا جاءت لا يؤمنون، فالمعنى: لو جاءت آمنوا. فلما كان كذلك حملها على «لعل» .
و قيل: بل إن «أن» على بابها. و التقدير: و ما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون أو يؤمنون، فيكون من باب حذف الجمل.
و قال قوم: بل فى الآية تقديم و تأخير، و التقدير: إنما الآيات عند اللّه و لا ينزلها، لأنها إذا جاءت لا يؤمنون.
فهذه ثلاثة أقوال.
و من ذلك قوله تعالى: (وَ حَرََامٌ عَلىََ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنََاهََا أَنَّهُمْ لاََ يَرْجِعُونَ)[4]
قالوا: «لا» زائدة. و التقدير: و حرام على قرية أهلكناها رجوعها إلى الدنيا،