responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أنوار الهداية في التعليقة على الكفاية المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 61

إنّ من جملة الإشكالات الواردة في باب الإرادة الحادثة: أنّ الإرادة الإنسانيّة إذا كانت واردة عليه من خارج بأسباب و علل منتهية إلى الإرادة القديمة، فكانت واجبة التحقّق سواء أرادها العبد أم لم يردها، فكان العبد ملجأ مضطرّا في إرادته، ألجأته إليها المشيّة الواجبة الإلهيّة وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ* [1] فالإنسان كيف يكون فعله بإرادته حيث لا تكون إرادته بإرادته؟ و إلّا لترتبت الإرادات متسلسلة إلى غير نهاية.

كلام المحقّق الداماد

و أجاب عنه المحقّق البارع الداماد- (قدّس سرّه) [1]-: بأنّ الإرادة حالة شوقيّة إجماليّة للنفس، بحيث إذا ما قيست إلى الفعل نفسه، و كان هو الملتفت إليه بالذات، كانت هي شوقا إليه و إرادة له، و إذا قيست إلى إرادة الفعل، و كان الملتفت إليه هي نفسها لا نفس الفعل، كانت هي شوقا و إرادة بالنسبة إلى الإرادة من غير شوق آخر و إرادة أخرى جديدة.

و كذلك الأمر في إرادة الإرادة، و إرادة إرادة الإرادة، إلى سائر المراتب‌


[1] هو معلم الفلاسفة و الحكماء، و مربي العلماء و العرفاء السيد مير برهان الدين محمّد باقر بن المير شمس الدين محمد الحسيني المعروف ب (الميرداماد) الملقب بالمعلم الثالث، أشهر أساتذته السيد نور الدين الموسوي و المحقق الكركي، و أبرز طلبته قطب الدين الإشكوري و صدر الدين الشيرازي، ألّف عدَّة كتب أشهرها كتاب القبسات، توفي سنة 1041 ه. انظر سلافة العصر:

477، أعيان الشيعة 9: 189، روضات الجنات 2: 62.


[1] الإنسان: 30.

اسم الکتاب : أنوار الهداية في التعليقة على الكفاية المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست