responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها المؤلف : المرسي، عبد الحق بن سبعين    الجزء : 1  صفحة : 215

آدم من الأولين الذين أعطى اللّه محمدا (صلى اللّه عليه و سلّم) علمهم حين قال عن نفسه أنه أعطاه اللّه علم الأولين و الآخرين.

و منها أتى اللّه داود الحكمة و فصل الخطاب، و جميع الصحف و الكتب المنزلة من هذه الحضرة صدرت.

و منها أملى الحق على القلم الأعلى ما سطره في اللوح المحفوظ، و كلام العالم كله غيبه و شهادته من هذه الحضرة، و الكل كلام اللّه، فإنها الحضرة الأولى انتهى منه بلفظه أيضا.

و فيها أيضا في الباب الرابع و التسعين و ثلاثمائة ما نصه:

و الممكن الكامل المخلوق على الصورة الإلهية المخصوص بالصورة الإمامية لا بدّ و أن يكون جامعا لجميع الخير كله، و لهذا استحقّ الإمامة و النيابة العامة في العالم، و لهذا قال في آدم (عليه السّلام): وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها [البقرة: 31]، و ما ثم إلا اسم و مسمّى و قد حصل علم الأسماء محمد (صلى اللّه عليه و سلّم) حين قال: «علمت علم الأولين و الآخرين»، فعلمنا أنه قد حصل عنده علم الأسماء فإنه من العلم الأول لأن آدم له الأولية فهو من الأولين في الوجود الحسي.

و قال عن نفسه فيما خص به على غيره أنه أوتي جوامع الكلم.

و الكلم: جمع كلمة و الكلم أعيان المسميات، قال تعالى: وَ كَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى‌ مَرْيَمَ‌ [النساء: 171]، و ليست غير عيسى فأعيان الموجودات كلها أعيان كلمات الحق، و هي لا تنفد، فقد حصل له الأسماء و المسميات، فقد جمع الخير كله فاستحق السيادة على جميع الناس، و هو قوله: «أنا سيد الناس يوم القيامة [1]».

و هناك تظهر سيادته لكون الآخرة محل تجلى الحق العام، فلا يتمكن لتجليه دعوى من أحد فيما ينبغي أن يكون للّه أو يكون من اللّه لمن شاء من عباده انتهى منه بلفظه أيضا.

و قد فسّر الكلم بأعيان المسميات: أي مسميات أسماء آدم التي هي أعني المسميات الموجودات.


[1] رواه البخاري (3162)، و مسلم (194)، و الترمذي (2434).

اسم الکتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها المؤلف : المرسي، عبد الحق بن سبعين    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست