اسم الکتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري المؤلف : المظفر، الشيخ محمد رضا الجزء : 1 صفحة : 528
الدليل من الآيات القرآنيّة
منها: قوله (تعالى): فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ (1)، بناء على تفسير الاعتبار بالعبور و المجاوزة، و القياس عبور و مجاوزة من الأصل إلى الفرع. (2)
و فيه (3): أنّ الاعتبار هو الاتّعاظ لغة، و هو الأنسب بمعنى الآية الواردة في الذين كفروا من أهل الكتاب، إذ قذف اللّه (تعالى) في قلوبهم الرعب، يخربون بيوتهم بأيديهم و أيدي المؤمنين. و أين هي من القياس الذي نحن فيه؟
و قال ابن حزم في كتابه «إبطال القياس»: «و من المحال أن يقول لنا: فاعتبروا يا أولي الأبصار، و يريد القياس، ثمّ لا يبيّن لنا في القرآن و لا في الحديث: أيّ شيء نقيس؟ و لا متى نقيس؟ و لا على أيّ شيء نقيس؟ و لو وجدنا ذلك لوجب أن نقيس ما أمرنا بقياسه حيث أمرنا، و حرم علينا أن نقيس ما لا نصّ فيه جملة، و لا نتعدّى حدوده». (4)
و منها: قوله (تعالى): قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ (5)، باعتبار أنّ الآية تدلّ على مساواة النظير للنظير، بل هي استدلال بالقياس لإفحام من ينكر إحياء العظام و هي رميم. و لو لا أنّ القياس حجّة لما صحّ الاستدلال فيها (6).
[2]. استدلّ بها في نهاية السئول 4: 11، و إرشاد الفحول: 200.
[3]. كما في العدّة 2: 673- 674. و اعترف به ابن الحاجب في منتهى الوصول و الأمل: 190.
و قال ابن حزم: «و معنى الاعتبار في اللغة و القرآن: التعجّب. قال اللّه (تعالى): لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ* أي: عجب. وَ إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً** أي: لعجبا؛ لا قياسا». ملخّص إبطال القياس: 28.