responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي    الجزء : 2  صفحة : 660

1371- أم البراء بنت صفوان بن هلال ...

شاعرة، ذات لسان فصيح، و منطق مبين، اشتركت في صفين، و حثت على قتال معاوية بن أبي سفيان. استأذنت عليه يوما فأذن لها فدخلت في ثلاثة دروع تسحبها، قد كارت على رأسها كورا كهيئة المنسف، فسلمت ثم جلست، فقال: كيف أنت يا بنت صفوان، قالت: بخير يا أمير المؤمنين، قال: فكيف حالك؟ قالت: ضعفت بعد جلد و كسلت بعد نشاط، قال: سيان بينك اليوم، و حين تقولين:

يا عمرو دونك صارما ذا رونق* * * غضب المهزة ليس بالخوار

أسرج جوادك مسرعا و مشمرا* * * للحرب غير معرّد لفرار

أجب الإمام و دبّ تحت لوائه* * * وافر العدوّ بصارم بتّار

يا ليتني أصبحت ليس بعورة* * * فأذبّ عنه عساكر الفجار

قالت: قد كان ذاك يا أمير المؤمنين، و مثلك عفا، و اللّه تعالى يقول:

عفا اللّه عما سلف. قال: هيهات أما إنّه لو عاد لعدت و لكن اخترم دونك، فكيف قولك حين قتل؟ قالت: نسيته يا أمير المؤمنين، فقال بعض جلسائه، هو اللّه حين تقول يا أمير المؤمنين:

يا للرجال لعظم هول مصيبة* * * فدحت فليس مصابها بالهازل‌

الشمس كاسفة لفقد إمامنا* * * خير الخلائق و الإمام العادل‌

يا خير من ركب المطيّ و من مشى* * * فوق التراب لمحتف أو ناعل‌

حاشا النبي لقد هددت قواءنا* * * فالحق أصبح خاضعا للباطل‌

فقال معاوية: قاتلك اللّه يا بنت صفوان، ما تركت لقائل مقالا، اذكري حاجتك، قالت: هيهات بعد هذا، و اللّه لا سألتك شيئا، ثم قامت فعثرت فقالت: تعس شانئ عليّ. فقال: يا بنت صفوان، زعمت أن لا، قالت: هو ما علمت، فلما كان الغد بعث إليها بكسوة فاخرة، و دراهم كثيرة، و قال: إذا أنا ضيعت الحلم فمن يحفظه؟.

اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي    الجزء : 2  صفحة : 660
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست