اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي الجزء : 2 صفحة : 654
الحق لمن وراء العباد، و ما بلغت شيئا من جزائك، و إنّ اللّه بالنقمة من ورائك.
فأعرض عنها معاوية فقال إياس: اقتل هذه يا أمير المؤمنين؟ فو اللّه ما كان زوجها أحق بالقتل منها. فالتفتت إليه فلما رأته ناتئ الشدقين، ثقيل اللسان، قالت: تبا لك ويلك بين لحييك كجثمان الضفدع، ثم أنت تدعوه إلى قتلي كما قتل زوجي بالأمس، إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض و ما تريد أن تكون من المصلحين؟
فضحك معاوية ثم قال: للّه درك اخرجي ثم لا أسمع بك في شيء من الشام. قالت: و أبي لأخرجن ثم لا تسمع لي في شيء من الشام، فما الشام لي بحبيب و لا اعرج فيها على حميم، و ما هي لي بوطن، و لا أحن فيها إلى سكن، و لقد هظم فيها ديني، و ما قرت فيها عيني، و ما أنا فيها إليك بعائدة، و لا حيث كنت بحامدة.
فأشار إليها ببنانه اخرجي. فخرجت و هي تقول: وا عجبا لمعاوية يكف عني لسانه، و يشير إلى الخروج ببنانه، أما و اللّه ليعارضنه عمرو بكلام مؤيد شديد، أوجع من نوافذ الحديد، أو ما أنا بابنة الشريد. فخرجت و تلقاها الأسود الهلالي، و كان رجلا أسود أصلع أسلع أصعل، فسمعها و هي تقول، فقال: لمن تعني هذه؟ الأمير المؤمنين تعني، عليها لعنة اللّه؟ فالتفتت إليه فلما رأته قالت خزيا لك و جدعا، أ تلعنني و اللعنة بين جنبيك، و ما بين قرنيك إلى قدميك. اخسأ يا هامة الصعل، و وجه الجعل، فأذلل بك نصيرا، و أقلل بك ظهيرا.
فبهت الأسلع ينظر إليها ثم سأل عنها، فأخبر فأقبل إليها معتذرا خوفا من لسانها. فقالت: قد قبلت عذرك و إن تعد أعد، ثم لا استقيل و لا أراقب فيك. فبلغ ذلك معاوية، فقال زعمت يا أسلع أنّك لا تواقف من يغلبك أ ما علمت إن حرارة المتبول ليست بمخالسة نوافذ الكلام عند مواقف الخصام، أ فلا تركت كلامها قبل البصبصة منها و الاعتذار إليها. قال: إي و اللّه يا أمير
اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي الجزء : 2 صفحة : 654