responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي    الجزء : 2  صفحة : 586

مسامعي من رجزك تلك الليلة، و قد علا صوتك أصوات الناس، و أنت تقول:

شدوا فداء لكم أمي و أب* * * فإنّما الأمر غدا لمن غلب‌

هذا ابن عم المصطفى و المنتجب* * * تنمه للعلياء سادات العرب‌

ليس بموصوم إذا نص النسب* * * أوّل من صلّى و صام و اقترب‌

قال: نعم أنا قائلها. قال: فلما ذا قلتها؟ قال: لأنّا كنا مع رجل لا نعلم خصلة توجب الخلافة، و لا فضيلة تعبر إلى التقدمة. إلا و هي مجموعة له، كان أول الناس إسلاما، و أكثرهم علما، و أرجحهم حلما، فات الجياد فلا يشق غباره، يستولي على الأمد فلا يخاف عثاره، و أوضح منهج الهدى فلا يبيد مناره، و سلك المقصد فلا تدرس آثاره، فلما ابتلانا اللّه تعالى بافتقاده، و حوّل الأمر إلى من يشاء من عباده، دخلنا في جملة المسلمين، فلم ننزع يدا عن طاعة، و لم نصدع صفاة جماعة، على أنّ لك منّا ما ظهر، و قلوبنا بيد اللّه، و هو أملك بها منك، فأقبل صفونا، و أعرض عن كدرنا، و لا تذكوا من الأحقاد، فإنّ النار تقدح بالزناد.

قال معاوية: و إنّك لتهددني يا أخا طي‌ء بأوباش العراق، أهل النفاق و معدن الشقاق؟ فقال: يا معاوية هم الذين أشرقوك بالريق، و حبسوك في المضيق، و ذادوك عن سنن الطريق، حتّى لذت منهم بالمصاحف و دعوت إليها من صدّق بها و كذّبت. و آمن بمنزلها و كفرت و عرف من تأويلها ما أنكرت.

فغضب معاوية، و أدار طرفه فيمن حوله فإذا جلهم من مضر، و نفر قليل من اليمن. فقال: أيّها الشقي الخائن إنّي لأخال أنّ هذا آخر كلام تفوه به (و كان عفير بن يوسف بن ذي يزن بباب معاوية حينئذ) فعرف موقف الطائي، و مراد معاوية، فخافه عليه فهجم عليه الدار، و أقبل على اليمانية، فقال: شاهت الوجوه ذلّا و قلا، و جدعا و فلا، كشم اللّه هذه الأنف كشما مرعبا. ثم التفت إلى معاوية، فقال: إنّي و اللّه يا معاوية ما أقول قولي هذا

اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي    الجزء : 2  صفحة : 586
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست