responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي    الجزء : 2  صفحة : 492

أبت لي أشياخ الأراقم سبّة* * * أسبّ بها حتّى أغيّب في القبر

قال أبو حنيفة الدينوري في أخباره ... ثم إنّ عليا قام من صبيحة ليلة الهرير في الناس خطيبا فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: «أيّها الناس إنّه قد بلغ بكم و بعدوّكم الأمر إلى ما ترون و لم يبق من القوم إلا آخر نفس فتأهبوا رحمكم اللّه لمناجزة عدوّكم غدا حتّى يحكم اللّه بيننا و بينهم و هو خير الحاكمين».

و بلغ ذلك معاوية فقال لعمرو: ما ترى؟ فإنّما هو يومنا هذا و ليلتنا هذه.

فقال عمرو: إنّي قد أعددت بحيلتي أمرا أخرته إلى هذا اليوم فإن قبلوه اختلفوا و إن ردوه تفرّقوا: قال معاوية: و ما هو؟ قال عمرو: تدعوهم إلى كتاب اللّه حكما بينك و بينهم فإنّك بالغ به حاجتك، فعلم معاوية أنّ الأمر كما قال.

ثم إنّ الأشعث بن قيس قال لقومه: و قد اجتمعوا إليه: «قد رأيتم ما كان في اليوم الماضي من الحرب المبيرة و إنّا و اللّه إن التقينا غدا إنّه لبوار العرب وضيعة الحرمات».

قالوا: فانطلقت العيون إلى معاوية بكلام الأشعث، فقال: «صدق الأشعث لئن التقينا غدا ليميلنّ الروم على ذراري أهل الشام، و ليميلنّ دهاقين فارس على ذراري أهل العراق، و ما يبصر هذا الأمر إلا ذوو الأحلام اربطوا المصاحف على أطراف القنا».

فربطت المصاحف فأول ما ربط مصحف دمشق الأعظم، ربط على خمسة أرماح يحملها خمسة رجال ثم ربطوا سائر المصاحف جميع ما كان معهم و أقبلوا في الغلس و نظر أهل العراق إلى أهل الشام قد أقبلوا و أمامهم شبيه بالرايات فلم يدروا ما هو حتّى أضاء الصبح فنظروا فإذا هي المصاحف.

ثم قام الفضل بن أدهم أمام القلب، و شريح الجذامي أمام الميمنة، و ورقاء بن المعمر أمام الميسرة، فنادوا: «يا معشر العرب اللّه اللّه في نسائكم و أولادكم من فارس و الروم غدا فقد فنيتم. هذا كتاب اللّه بيننا و بينكم». فقال عليّ (رضي اللّه عنه): ما الكتاب تريدون، و لكن المكر تحاولون ...

و أقبل أبو الأعور السلمي، على برذون أشهب، و على رأسه مصحف و هو ينادي: «يا أهل العراق، هذا كتاب اللّه حكما فيما بيننا و بينكم».

اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي    الجزء : 2  صفحة : 492
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست