و قودوا إلى الأعداء كلّ مضمّر* * * لحوق وقود السابحات النواجيا
و سيروا إلى الأعداء بالبيض و القنا* * * و هزوا حرابا نحوهم و العواليا
و حنوا لخير الخلق جدا و والدا* * * حسين لأهل الأرض لا زال هاديا
الا ابكوا حسينا معدن الجود و التقى* * * و كان لتضعيف المثوبة راجيا
الا ابكوا حسينا كلما ذرّ شارق* * * و عند غسوق الليل فابكوا إماميا
و يبكي حسينا كلّ حاف و ناعل* * * و من راكب في الأرض أو كان ماشيا
لحى اللّه قوما كاتبوه لغدرهم* * * و ما فيهم من كان للدين حاميا
و لا من وفى بالعهد إذ حمي الوغى* * * و لا زاجرا عنه المضلّين ناهيا
و لا قائلا لا تقتلوه فتخسروا* * * و من يقتل الزاكين يلقى المخازيا
و لم يكن إلّا ناكثا أو معاندا* * * و ذا فجرة يأتي إليه و عاديا
و أضحى (حسين) للرماح درية* * * فغودر مسلوبا على الطف ثاويا
قتيلا كأن لم يعرف الناس أصله* * * جزى اللّه قوما قاتلوه المخازيا
فيا ليتني إذ ذاك كنت لحقته* * * و ضاربت عنه الفاسقين مفاديا
و دافعت عنه ما استطعت مجاهدا* * * و أغمدت سيفي فيهم و سنانيا
و لكن عذري واضح غير مختف* * * و كان قعودي ظلّة من ضلاليا
و يا ليتي غودرت فيمن أجابه* * * و كنت له في موضع القتل فاديا
و يا ليتني جاهدت عنه بأسرتي* * * و أهلي و خلاني جميعا و ماليا
تزلزلت الآفاق من عظم فقده* * * و أضحى له الحصن المحصّن خاويا
و قد زالت الأطواد من عظم قتله* * * و أضحى له سامى الشناخيب هاويا
و قد كسفت شمس الضحى لمصابه* * * و أضحت له الآفاق جهرا بواكيا
فيا أمة ضلت عن الحق و الهدى* * * أنيبوا فإنّ اللّه في الحكم عاليا
و توبوا إلى التواب من سوء فعلكم* * * و إن لم تتوبوا تدركون المخازيا
و كونوا ضرابا بالسيوف و بالقنا* * * تفوزوا كما فاز الذي كان ساعيا
و إخواننا كانوا إذا الليل جنّهم* * * تلو اطوله القرآن ثم المثانيا
أصابهم أهل الشقاوة و الغوى* * * فحتّى متى لا يبعث الجيش عاديا
عليهم سلام اللّه ما هبّت الصّبا* * * و ما لاح نجم أو تحدّر هاديا