responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 173

- أيها الناس إنّ طلحة و الزبير، قدما البصرة و قد اجتمع أهلها على طاعة اللّه و بيعتي، فدعوهم إلى معصية اللّه تعالى، و خلافي، فمن أطاعهما منهم فتنوه، و من عصاهما قتلوه، و قد كان من قتلهما حكيم بن جبلة، ما بلغكم و قتلهم السبابجة، و فعلهما بعثمان بن حنيف ما لم يخف عليكم، و قد كشفوا الآن القناع و أذنوا بالحرب، و قام طلحة بالشتم و القدح في أديانكم و قد أرعد و صاحبه و أبرقا، و هذان أمران معهما الفشل، و لسنا نريد منكم أن تلقوهم ليظنوا ما في نفوسكم عليهم، و لا ترون ما في أنفسكم لنا و لسنا نرعد حتّى نوقع و لا نسيل حتّى نمطر، و قد خرجوا من هدى إلى ضلال، و دعوناكم إلى الرّضا و دعونا إلى السخط فحل لنا و لكم ردّهم إلى الحق و القتال و حلّ لهم بقصاصهم القتل، و قد و اللّه مشوا إليكم ضرارا و أذاقوكم أمس من الجمر، فإذا لقيتم القوم غدا فاعذروني الدعاء، و أحسنوا في التقية و استعينوا باللّه، و اصبروا إنّ اللّه مع الصابرين-.

فقام إليه حكيم بن مناف حتّى وقف بين يديه، و قال:

أبا حسن أيقظت من كان نائما* * * و ما كل من يدعى إلى الحق يسمع‌

و أنت امرؤ أعطيت من كل وجهة* * * محاسنها و اللّه يعطي و يمنع‌

و ما كل من يعطى الرضا يقبل الرضا* * * و ما كل من أعطيته الحق يقنع‌

و ما منك بالأمر المؤلم غلطة* * * و ما فيك للمرء المخالف مطمع‌

و إنّ رجالا بايعوك و خالفوا* * * هداك و أجروا في الضلال فضيّعوا

لأهل لتجريد الصوارم فيهم* * * و سمر العوالي و القنا تتزعزع‌

فإنّي لأرجو أن تدور عليهم* * * رحى الموت حتّى يسكنوا و يصرّعوا

و طلحة فيها و الزبير قرينه* * * و ليس لما لا يدفع اللّه مدفع‌

فإن يمضيا فالحرب أضيق حلقة* * * و إن يرجعا عن تلك فالسلم أوسع‌

و ما بايعوه كارهين لبيعة* * * و ما بسطت منهم إلى الكره إصبع‌

و لا بطيا عنها فراقا و لا بدا* * * لهم أحد بعد الذين تجمعوا

على نقضها ممن له شد عقدها* * * فقصراهما منه أصابع أربع‌

خروج بأم المؤمنين و غدرهم* * * و عيب على من كان في القلب أشجع‌

اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست