responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 116

و لما مات ذر بن أبي ذر وقف أبو ذر على قبره و مسحه بيده ثم قال: رحمك اللّه يا ذر، و اللّه أن كنت بي بارا و لقد قبضت و إنّي عنك لراض، أما و اللّه ما بي فقدك و ما عليّ من غضاضة، و ما لي إلى سوى اللّه من حاجة، و لو لا هول المطلع لسرني أن أكون مكانك، و لقد شغلني الحذر لك عن الحذر عليك، و اللّه ما بكيت لك، و لكن بكيت عليك، فليت شعري ما ذا قلت و ما ذا قيل لك؟

اللهم إنّي قد وهبت له ما افترضت عليه من حقي فهب له ما افترضت عليه من حقك، فأنت أحق بالحق منّي.

و مكث أبو ذر بالربذة حتّى مات، فلما حضرته الوفاة قال لامرأته: اذبحي شاة من غنمك فاصنعيها فإذا نضجت فاقعدي على قارعة الطريق، فأول ركب تريهم قولي: يا عباد اللّه المسلمين هذا أبو ذر صاحب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) قد قضى نحبه و لقي ربه فأعينوني عليه و أجيبوه، فإنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أخبرني أنّي أموت في أرض غربة و أنّه يلي غسلي و دفني و الصلاة عليّ رجال من أمتي صالحون.

قال محمد بن علقمة بن الأسود النخعي، خرجت في رهط أريد الحج منهم مالك بن الحارث الأشتر، و عبد اللّه بن الفضل التميمي، و رفاعة بن شداد البجلي حتّى قدمنا الربذة، فإذا امرأة على قارعة الطريق تقول: يا عباد اللّه المسلمين هو أبو ذر صاحب رسول اللّه قد هلك غريبا ليس له أحد يعينني عليه. فنظر بعضنا إلى بعض و حمدنا اللّه على ما ساق إلينا و استرجعنا على عظم المصيبة، ثم أقبلنا معها فجهزناه و تنافسنا في كفنه حتّى خرج من بيننا بالسواء، و تعاونا على غسله حتّى فرغنا منه، ثم قدمنا مالك الأشتر فصلّى عليه، و دفناه فقام الأشتر على قبره ثم قال:

- اللهم هذا أبو ذر صاحب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) عبدك في العابدين، و جاهد فيك المشركين، لم يغيّر و لم يبدل لكنّه رأى منكرا فغيّره بلسانه و قلبه حتّى جفي و نفي و حرم و احتقر ثم مات وحيدا غريبا ... اللهم فاقصم من حرمه و نفاه من مهاجره، حرم اللّه و حرم رسول اللّه ...

اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست