اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 85
وليدَهم، و أَجْدَعُوه . و جدّع القحطُ النّباتَ ؛ قال ابن مُقْبِل:
و غَيْثٌ مَرِيعٌ لم يُجَدَّعْ نَبَاتُهُ # وَلَتْهُ أهاليلُ السِّماكَينِ مُعْشِبُ
و أجْحَفَتْ بهم جَدَاع و هي السّنة، لأنها تَجْدَع النباتَ و تُذِلّ النّاسَ. و جادَعَ صاحبَه : شارّه و شاتَمَه بجَدْعاً لك. و تركتُ البلادَ تَجَادَعُ أفَاعِيها أي تتآكل أشرارُها و تتعادى. و يقال: جدّعه و شرّاه إذا لقّاه شرّاً و سخرية، كمن يَجْدَع أذن عبده و يبيعه.
جدف جدف-
جَدَفَ الملاّحُ السفينة إذا دفعها بالمِجْدَافِ ؛ قال أعشى هَمْدَانَ:
لمن الظّعائِنُ سَيرُهُنّ تَزَحُّفُ # عَوْمَ السَّفِينِ إذا تَقَاعَسُ تُجْدَفُ
و خفَقَ الطائرُ بمجدافيه أي بجناحيه، و جَدَفَ بهما: ردّهما إلى خَلْفِه في طيرانه كما يفعل الملاّح بمجدافيه.
جدل جدل-
جدَلَ الحبلَ: فتَلَه، و زِمامٌ مجدول و هو الجَدِيلُ .
تقول: كأنّ في الجَديلِ إحدى بنات جَديل . و طعنه فجدّ له: ألقاه على الجَدَالَةِ و هي الأرض؛ قال:
قد أرْكَبُ الآلَةَ بَعدَ الآلَهْ # و أترُكُ العاجِزَ بالجَدَالَه
و تقول: إن وَقَفْنَ فمَجَادِل و إن مَرَرْنَ فأَجادِل : إن وقَفن فقصور و إن مررنَ فصقور؛ قال الأعشى:
في مَجْدَلٍ شُيِّدَ بنيانُهُ # يَزِلّ عنهُ ظفُرُ الطَّائرِ
و كان فلان جَدّالاً فصار تمّاراً، و هو بائع الجَدَالِ و هو البلح، سمّي لاشتداده، أو بائع الحَمَامِ في الجَديلَةِ و هي الشَّرِيجَةُ. و شادَ قصرَه بصُمّ الجندل ، و بصُمّ الجنادل ، الواحدة جَنْدَلة ، و النون مزيدة، و الوزن فنعلة من الجَدْل .
و من المجاز: امرأة مَجْدُولَةُ الخَلْقِ : قَضِيفَةٌ.
و دِرْعٌ مجدولة و جَدْلاء : محكَمَةٌ. و عمل على جَديلَتِه أي على شاكلته التي جُدل عليها. و ركب جَديلَتَه أي عزيمةَ رأيه. و استقامَ جَدْوَلُ القوم إذا انتظم أمرُهم كالجَدْوَل إذا اطّرَدَ و تتابع جَرْيُه. و نظر أعرابيّ إلى قافلة الحَاجّ متتابعةً، فقال: أمّا الحاجّ فقد استقام جَدْوَلُهم .
جدي جدي-
وقع الجَدَا و هو المَطَر العام. و أجْدَاه أعطاه، و هو عظيم الجَدَا و الجَدْوَى ؛ قال العجّاج:
ما بَالُ رَيّا لا نَرَى جَدْوَاها # نَلْقَى هوَى رَيّا وَ لا نَلْقَاها
و جَدَا علينا فلان: أفضَلَ. و جَدَوْتُه ، و اجتَدَيْتُه ، و استجديتُه : سألتُه؛ قال:
جدوتُ أُناساً موسرينَ فما جَدَوْا # أَلا اللّهَ أَجْدُوهُ إذا كنتُ جَادِيَا
و قومٌ جُدَاةٌ، و مُجْتَدِيَةٌ، و مُسْتَجْدِيَةٌ. و فلان سَخيٌّ جَدِيٌّ . و ما يُجْدي عليك، و قلّ جَدَاءً عنك و هو الغَنَاء؛ قال:
لَقَلّ جَدَاءً على مَالِكٍ # إذا الحرْبُ شُبّتْ بأَجذالِها
و تقول: أكلُ الجِداء قليلُ الجَدَاء . و تقول: ثلاثة في اثنين، جُدَاءُ ذلك ستّةٌ أي مبلغه. و لها جِيدُ جِدَايَةٍ و هي الغَزَالَةُ؛ قال جميل:
بجِيدِ جِدَايَةٍ و بعَينِ أحْوَى # تُرَاعي بَينَ أكْثِبَةٍ مَهَاهَا
و أوثِرْ جَدْيَتَيْ سرجِك لا يَعْقِر، و هما ما يُبَطَّن به الدَّفّتَان من لِبْدٍ محشُوّ، و كذلك جَدْيَتَا الرّحْل و الجمع جَدْيٌ و جَدَيَات ؛ قال مِسْكِينٌ الدّارِميّ:
ما مَسّ رَحْلي العَنكَبُوتُ وَ لا # جَدَيَاتُهُ مِن وَضْعِهِ غُبْرُ
و يقال لهما: الجَدِيَّتَانِ، و العوامّ تسمّيهما: الجَديدَتَينِ.
و يقال جَدَا عليه شُؤمُه إذا جَرّ عليه و هو من باب التعكيس، كقوله تعالى: (فَبَشِّرْهُ بِعَذََابٍ أَلِيمٍ) * . قال ابن شَعْوَاء الفَزَارِيّ:
رَعَى طَرْفَها الوَاشُونَ حَتى تَبَيّنُوا # هواها و قد يَجْدُو على النّفس شُؤمُها
اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 85