اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 701
و من المجاز: مفازة هازئة بالرَّكب أي فيها سرابٌ، و هَزّاءة بهم ، و السراب يهزأ بالقوم و يتهزّأ بهم . و غداة هازئة :
شديدة البرد كأنّها تهزأ بالنّاس حين يعتريهم الانقباض و الرِّعدة و الرنين و نحوها.
هزج هزج-
هَزِجَ المغنّي في غنائه و القارئ في قراءته إذا طرّبا في تدارك الصوت و تقاربه. و له هَزَجٌ مُطَرِّبٌ و أهازيجُ ، كقولك: أغانيّ؛ قال الشمّاخ:
يكلّفها أن لا يخفِّض جأشَها # أهازيجُ ذِبّانٍ على غصنِ عَرفجِ
الأتان تسكن إلى أغانيّ الذِّبّان فتقف عندها فلا يدعُها العَير و يطردها. و مغنٍّ هَزِجٌ ؛ قال عنترة:
و خلا الذّبابُ بها فليس ببارح # هَزِجاً كفعل الشارب المترنِّم
و هزّج صوتَه تهزيجاً : داركه و قاربه، فتهزّج.
و من المجاز: سحاب هَزِجٌ بالرعد . و سمعتُ هَزَجَ الرعد و العُود ، و قد هزِج و تهزّج . و تهزّجتِ القوسُ :
أرنّت. و عُودٌ هَزِجٌ ، و للقوس أهازيجُ ؛ قال الكميت يصف القوس:
لم يَعِبْ ربُّها و لا النّاسُ منها # غير إنذارِها عليها الحَميرَا
بأهازيجَ من أغانيّها الجُ # شّ و إتباعِها الحينَ الزّفيرَا
هزز هزز-
هزّ السّيفَ و القناةَ و غيرهما (وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ اَلنَّخْلَةِ) . و هزّت الرّيحُ الأغصان. و سيفٌ هَزْهازٌ ؛ قال:
فوردتْ مثلَ اليماني الهزهازْ # تدفع عن أعناقها بالأعجازْ
أي ماء كالسيف. و هزهز الثورُ قَرنَه فتهزهز . و 16- في الحديث :
«ما تهزهزتْ رؤوسُكما». و فلان يشهد الهَزاهزَ و هي الحروب و الشدائدُ التي تُهزهِزُ .
و من المجاز: هو يهتزّ للمعروف ، و هززْتُه و هزَزتُ منه .
و قد هَزّ عِطفَيْه لكذا ، و هزّ منكِبيْه . و هزّ الحادي الإبلَ بحُدائه فاهتزّت ، و لها هَزيزٌ عند الحُداء : نشاط في السير و حركة. و للريح هَزيز ؛ قال امرؤ القيس:
إذا ما جرى شأوين و ابتلّ عِطفُه # تقول هزيزَ الريح مرّتْ بِأَثأَبِ
و هو حفيفها و سرعة هبوبها؛ قال الطِّرمّاح:
يظلّ هزيزُ الرّيح بين مَسامعي # بها كالتجاج المأتم المتنوِّح
و اهتزّ الماءُ في جرَيانه و الكوكبُ في انقضاضه . و يقال: قد هَزّ الكوكبُ إذا انقضّ؛ قال:
كأنّ من يأخذ و هو مُذنِبُ # يخِرّ من حيث يَهِزّ الكوكبُ
و اهتزّ النباتُ إذا طال. و هزّته الرّياحُ و الأمطارُ . و اهتزّت الأرض إذا أنبتت. و امرأةٌ هَزّةٌ : نشيطة للشرّ مرتاحة له، و نساء هَزّاتٌ .
هزع هزع-
مضى هَزيعٌ من اللّيل. و تهزّع فلان لفلان: تنكّر له و تعبّس، من الهزيع لأنّه ساعةٌ وحِشَةٌ. و ما ترك في القوس مَنزَعَا و لا في الكِنانة أهزَعَا . و ما له أهزعُ أي شيء و هو السّهم الذي يبقى في أسفل الكِنانة.
هزل هزل-
هَزَلَ معه و هازله ؛ قال:
ذو الجِدّ إن جدَّ الرّجالُ به # و مُهازِلٌ إن كان في هَزْلِ
و قال القطاميّ:
يهازل ربّاتِ البراقع بالضّحى # و يخرج من باب و يدخل بابا
و أ هازلٌ أنت أم جادٌّ؟و هو يهزِل في كلامه. و شاة هَزيلٌ و شاءٌ هَزْلَى . و جمل مهزول و إبل مهازيلُ ، و به هُزالٌ و هَزيلةٌ ، و فشت الهزيلةُ في الإبل؛ قال:
حتى إذا نوَّر الجَرجارُ و ارتفَعَتْ # عنها هزيلتُها و الفحلُ قد ضَرَبا
و هَزلَها صاحبُها و هَزّلها . و أهزل القَومُ: هُزلتْ دوابُّهم.
اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 701