اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 656
و نمَّ الحديثَ يَنِمُّه ، و نمَّ على الرّجُل. و سمعتُ نميمةَ القانِص: هَمْس كلامِه؛ قال أبو ذؤيب:
و نميمة من قانص متلبّب # في كفّه جَشءٌ أجشُّ و أقطعُ
و ثوب مُنَمْنَمٌ : مَوْشِيٌّ. و نمنم كتابَه: قرمَط خطَّه.
و نمنمتِ الرّيحُ الرملَ و الماءَ. و على ظُفُر الصبيّ نمنمة :
بياض في أصله، و جمعها نِمْنِم و نَمانِم، بالكسر، و رواه أبو حاتم بالضَّمّ.
و من المجاز: نمَّتْ على المسك رائحتُه . و هذه الإبل لا تَنِمّ جلودُها أي لا تعرَق.
نمي نمي-
نَمَى المالُ نَماءً و أنماه اللّهُ تعالى، و منه: نامية اللّه:
خَلْقُه لأنّهم يَنْمُون . و ما على الأرض نامٍ و صامت، فالنّامي : نحو النّبات، و الصامتُ: كالحَجَر. و نَمَى الشيءُ و تنمَّى : ارتفع، و نمَيتُه ؛ قال القطاميّ:
فأصبح سَيْلُ ذلك قد تنمَّى # إلى مَن كان منزلُه يَفاعا
و نَمَيْتُ الرَّحلَ على البعير.
و من المجاز: فلان يَنْمِيه حسبُه ، و قد نَمَاه جَدٌّ كريم ؛ قال النّابغة:
إلى صَعْب المَقادة مُنذِريٍّ # نَماه في فرُوع المجد نامي
يمدح المُنذر بن المنذر بن ماء السماء. و نَمَيتُ الحديثَ إلى فلانٍ : رفعتُه و أسندتُه، و نُميَ إليه الحديثُ ؛ قال:
من حديثٍ نُمي إليّ فما ترْ # قأ عيني و لا يَسُوغ شرابي
و يقال: نَمَيتُ الحديثَ : بلّغتُه على جهةِ الإصلاح، و نمّيتُه تنميةً : بلّغتُه على جهة الإفساد، و فلان يُنَمِّي أحاديثَ النّاس . و نمّيتُ النّارَ تنميةً : ألقيتُ عليها شَيوعَها.
و نمتِ النّاقةُ : سَمِنَتْ، و ناقةٌ نامِيةٌ : ناوِيةٌ. و رجلٌ نامٍ و قد نَمَى . و نمتِ الرَّمِيَّةُ إذا تحاملتْ بالسّهم، و أنماها الصّائدُ ؛ قال امرؤ القيس:
فهو لا تَنْمي رميّتُه
و يُروَى: لا يُنْمي رميّته. و نَمَى الخِضابُ في اليد و الشَّعرِ إذا ازداد سَواداً. و نَمَى الحِبرُ في الكتاب : اشتدّ سواده و زاد بعد ما كُتب؛ قال:
يا حُبّ ليلى لا تَغَيَّرْ و ازْدَدِ # و انمِ كما يَنْمي الخِضابُ في اليدِ
نوأ نوأ-
نُؤْتُ بالحِمل: نهضتُ به، و ناءَ بي الحِملُ: مال بي إلى السُّقوط. و المرأةُ تَنوء بها عجيزتُها. (مََا إِنَّ مَفََاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ) . و فلان نَوْءُه متخاذل إذا كان ضعيف النّهض. و ناوأتُ الرجلَ: عاديتُه، و معناه: ناهضتُه للعداوة. و ناء النَّجمُ: سقط، و نَاءَ : طَلَع. و معه عِلم الأنواء . و ما بالبادية أنْوأ من فلانٍ: أعلم منه بالأنواء .
و تقول: أطفأ اللّهُ ضَوءَك و خطّأ نَوْءَك ؛ و هو أن يسقُط نجمٌ مع طلوع الفجر و يطلُع في حياله نجم على رأس أربعةَ عشر منزِلاً من منازل القمر فيُسَمَّى ذلك السقوط و الطلوع:
نوءاً .
نوب نوب-
نَابَه أمرٌ نَوْبةً . و أصابتْه نوائبُ و نُوَبٌ و نائبَةٌ و نَوْبَةٌ ، و الخطوب تنوبُه و تَتَناوبه؛ قال:
أجِدَّك أيُّما رجُل ترامَتْ # به الغاراتُ يشحَطُ أو يؤوبُ
تَناوَبُه المَنيّةُ كلَّ يوم # و تطْرقُه الحوادثُ لا يَشيبُ
و نابَ إليه نَوْبةً و مَناباً : رجع مرّة بعد أخرى. و النَّحْل تَنوبُ إلى الخلايا و لذلك سُمِّيت النُّوبَ ؛ قال أبو ذؤيب:
إذا لسعته النَّحْلُ لم يَرْجُ لسعَها # و حالفها في بيت نُوبٍ عوامِل