اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 445
445
من أبي ذرّ». و يقال للمحاويج: بنو الغبراء ؛ قال طَرَفَة ابن العبد:
رأيت بني الغبراء لا ينكرُونَني # و لا أهلَ هذاك الطِّراف الممَدّدِ
و إذا سُئل عن رجل لا تُعرف له عشيرةٌ قيل: هو من أهل الأرض و من بني الغبراء أي من أفناء النّاس. و طلب حاجة فرجع على غُبَيراء الظهر، و قمتُ من ذلك على غُبَيراء الظهر أي خائباً. و هما وطأتان دهماء و غبراء و أثران أدهم و أغبر أي حديث و دارس. و قالوا: عزٌّ أغبر : يريدون قد ذهب و درس؛ قال المخبّل السعديّ:
فأنزَلَهُمْ دارَ الضَّياعِ فأصبَحوا # على مَقعدٍ من موْطن العزِّ أغبَرَا
و 16- في الحديث : «إيّاكم و الغُبيراءَ فإنّها خَمْرُ العالَمِ». و هي السّكركة تتّخذها الحبشة من الذرة. و تقول: فلان فراشه الغبراء و شرابه و نُقله الغُبَيراء . و به جُرحٌ غَبِرٌ و هو الذي لا يزال ينتقض، و قد غَبِرَ الجرحُ و هو من الغُبور، و تقول: عَمَلٌ كالظَّهر الدَّبِر و قلبٌ كالجُرح الغَبِر .
غبس غبس-
زففن إليّ ذئبةً غَبساء؛ قال:
كالذّئبَةِ الغَبساء في ظلّ السَّرَبْ
و تقول: لن يبلغَ دُبَيْس ما غَبا غُبَيْس ؛ و هو عَلَمٌ للجدي سُمّي لخفائه، و الغُبْسة كلون الرّماد، و غَبَا بمعنى غَبيَ أي خفيَ، طائيّة؛ قال:
و في بني أُمِّ زُبير كَيْسُ # على المتاع ما غَبا غُبَيْسُ
غبش غبش-
خرجَ في الغَبَش ، و نحن في أغباش اللّيل و هي بقاياه.
و غبَشني عن سلعتي: خدعني عنها، و تغبّشني : تخدّعني، كما يقال: أوطأني العِشْوَةَ. و فلان يتغبّش النّاس أي يظلمهم لأن الظّلم ظُلمة. و منه 14- قول الرّسول صلّى اللّه عليه و سلّم :
«الظّلم ظلماتٌ يومَ القيامة».
غبط غبط-
تقول: طلبُ العرفِ من الطُّلاّب كغَبْطِ أذناب الكلاب؛ و هو جسّها ليتعرّف سمنها كما يُفعل بالشّاء.
و تقول العرب: اللّهمّ غَبْطاً لا هَبْطاً. و فلان مغبوط و مغتبط ، و هو في حالِ غِبطةٍ . و تقول: أُكرمتَ فاغتبِط و استكرمتَ فارتبط. و مال بالراكب الغبيط و هو الرّحل.
و أغبطَ على البعير: أدام عليه الغبيط .
و من المجاز: أغبطتْ عليه الحمّى كأنّها ضربت عليه الغبيط لتركبه، كما تقول: ركبتْه الحمّى و امتطته و ارتحلته، و أصابته حمّى مغبِطة . و أغبطتِ السّماء : دام مطرها.
و فرس مُغبَط الكاثبة : مرتفع المنسج كأن عليه غبيطاً.
غبق غبق-
غزتهم بنو فلان فأوبقوهم و صبَحوهم المنايا و غَبَقوهم.
و تقول العرب: إن كنت كاذباً فشربتَ غَبوقاً بارداً أي عدمتَ اللّبن حتى تغتبق الماء. يقال: غبقه فاغتبق ، و هو صَبْحانُ و غَبْقانُ ، و عن زرقاء اليمامة: كنت أكحلهما بصَبوح من صَبِر و غَبوق من إثمد.
غبن غبن-
في بيعه غَبْنٌ و في رأيه غَبَنٌ ، و قد غُبِنَ و غَبِنَ .
و تقول: لحقته في تجارته غَبِينه و وُضع و ضيعةً مبينه. و تغابن له: تقاعد حتى غُبنَ ، و تغابنوا : غبنَ بعضُهم بعضاً.
غبو غبو-
يقال: في فلان غباوة ترزقه. و الأغنياء أكثرهم أغبياء .
و لا يَغْبَى عليّ ما فعلتَ أي لا يخفى، و ادخل في النّاس فإنّه أغبَى لك أي أخفى. و غبِّ شَعرك: استأصله. و حفر فيها مُغبَّاة أي مُغوَّاة و حفرةً مُغطّاة.
غتم غتم-
فلانٌ أغتمُ من قومٍ غُتْم و أغتامٍ . و فيه غُتْمة و هي العُجمة في المنطق من الغَتْم و هو الأخذ بالنّفَس، و منه المثل:
« أورده حياضَ غُتَيْم »و هو عَلَمٌ للمنيّة كشَعوب غير منصرف. و قالوا: قد أغتم آلُ العجاج الرَّجَزَ أي أكثروه و أداموه فهو فيهم. و يقال: لا تُغتم الزيارةَ فتملَّ: من اغتمّ الرّجلُ إذا أكثر من الأكل حتى أخذه الغَتْمُ من كَرْب الكَظَّة. و تقول: بقيتُ بين ثُلّةٍ أغتام كأنّهم ثَلّة أغنام.
غثث غثث-
حديثكم غَثّ و سلاحكم رَثّ. و إنّكم لقومٌ غَثَثَةٌ .
و أغثّ فلان في كلامه إذا تكلّم بما لا خير فيه. و فلان لا يَغِثّ عليه شيء أي لا يمتنع. و سمعت صبيّاً من هُذيْل يقول:
غثَّتْ علينا مكّةُ فلا بدّ لنا من الخروج. و يقال للمستجدي الحريص: ما يَغِثُّ عليه أحد أي ما يدع أحداً إلاّ سأله.
و غَثَّ بعيري ثمّ غثَّثَ أي أزال غَثَاثَتَه ببعض السّمَن و هو
اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 445