اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 420
و هو قريب المَعَسّ أي المطلب. و فلان يَعتَسّ الآثارَ أي يقُصّها، و يعتسّ الفجورَ أي يتّبعه. و كلّ طالب شيء فهو عاسّ و معتَسّ. و «جاء به مِن عَسّه و بَسّه». و تقول:
نزلوا به فأدْهقَ لهم الكاس و أفْهقَ لهم العِساس ؛ جمع عُسّ و هو القدح الضّخم. و عَسعس اللّيلُ: مضى أو أظلم.
عسف عسف-
الرِّكابُ يَعْسِفْنَ الطّريقَ و يعتسفْنه و يتعسّفنه أي يَخبِطنه على غير هِدايةٍ؛ قال ذو الرّمّة:
قد أعسِفُ النّازحَ المجهولَ مَعسِفه # في ظلّ أغْضَفَ يدعو هامَه البومُ
و أخذوا في معاسِف البِيد و معاميها. و أخذه على عَسْفٍ .
و سلطان عَسوف و عَسّاف . و عسَف فلانةَ: غصبها نفسَها.
و امرأة معسوفة. و وقع عليه السيفُ فتعسّفه إذا أصاب الصّميمَ دون المَفصِل. و هذا كلام فيه تعسّف . و الدّمعُ يعسِف الجفونَ إذا كثر فجرى في غير مجاريه؛ قال الطرمّاح:
عواسِفُ أوساطِ الجفون يسُقنَها # بمُكتَمِنٍ من لاعجِ الحُزْنِ واتِن
و بات فلان يعسِف اللّيلَ عَسْفاً إذا خبطه في ابتغاء طَلِبته، و منه قولهم: كم أعْسِفُ عليك أي كم أسعى عليك عاملاً لك متردّداً في أشغالك كعاسف اللّيل. و ما زلتُ أعسِف ضيعَتَكم أي أتردّد في أشغالكم و ما يُصلحكم، و منه:
العَسيفُ ؛ و أنشد يعقوبُ:
أطعتُ النّفسَ في الشّهواتِ حتى # أعادَتني عَسيفاً عبدَ عَبدِ
و سوف نُعينك بوصفائنا و عسفائنا.
عسكر عسكر-
انجلتْ عنه عساكر الهمّ، و له عَسكر من مالٍ أي كثير. و شهِدتُ العسكرين أي عَرَفة و مِنى.
عسل عسل-
الدّليلُ يَعسِل في المفازة. و صفقتِ الرّياحُ الماء فهو يعسل عَسَلاناً؛ أنشد الأصمعيّ:
قد صَبّحتْ و الظّلُّ غضٌّ ما رَحَلْ # حوْضاً كأنّ ماءهُ إذا عَسَلْ
من نافِضِ الرّيحِ رُوَيْزِيٌّ سَمَلْ
و رمح و ذئب عسّال ، و رماح و ذئاب عواسل. و تقول:
يمتار الفَيءَ العاسل كما يَشْتارُ الأرْيَ العاسِل . و بنو فلانٍ يُوفِضون إلى العَسّاله كما يطّرِد النّحلُ إلى العَسّاله ؛ و هي الخلِيّة. و طعام مَعسُول و مُعسَّل . و عسَلتُ القومَ و عسّلتهم :
أطعمتُهم العسلَ .
و من المستعار: العُسَيْلتان في الحديث: للعضوين لكونهما مَظِنّتي الالتذاذ، و من ذلك قول العرب: ما يُعرف لفلان مَضرِب عَسَلة أي مَنصِب و مَنْكَح. و ما ترك له مَضرِبَ عَسَلَةٍ أي شتمه حتى هدَم نسبَه و نفَى منصِبَه. و قال أعرابيّ: ما فيّ ضرْبةُ عَسَلَةٍ إلاّ قُشَيرِيّ . و ذكر رجل من بني عامر أمَة فقال: هي لنا و كلّ ضربةٍ لها من عَسَلَةٍ :
يريد و لنا كلّ ولدٍ لها ولدتْه من فحلٍ. و فلان معسول الكلام إذا كان حُلْوَه، و معسول المواعيد إذا كان صادقها، و منه 14- قوله عليه السّلام : « إذا أراد اللّه بعبدٍ خيراً عسّله ». أي وفّقه للعمل الطيّب.
عسي عسي-
يدٌ جاسيةٌ عاسِيَةٌ أي غليظة جافية من العمل. و ما عسى أن تَبْقَى بعد ذَهَاب أقرانك. و إن وصلتَ إلى بعض حقّك فعسى و لعلّ (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي اَلْأَرْضِ) . إقْنَعْ بقَدَحِ عِيسى و أقلل من قول عَسَى .
عشب عشب-
بلد مُعْشِب و عاشِب . «و أعشَبتَ انْزل»أي أصبتَ العُشْبَ ؛ قال أبو النّجم:
مستأسِدٌ ذِبّانُه في غَيْطَلِ # يقلنَ للرّائد أعشبتَ انزِلِ
و تقول: أبقلَ و اديهم و اعشَوْشبَ ، و استأسد فيه النّبتُ و اغلولب. و أرض فيها تعاشيبُ أي نُبَذٌ من العشب متفرّق.
عشر عشر-
فلان لا يُعْشِرُ فلاناً ظَرْفاً أي لا يبلغ معشارَه . و عشّرتُ القومَ تعشيراً إذا كانوا تسعة فجعلتَهم عشرةً . و عشَرتُهم إذا أخذتَ واحداً فصاروا تسعةً. و عشّرتِ النّاقةُ: صارت عُشَراء ، نحو: ثيّبتِ المرأة و عوّدَ البعيرُ. و حمار مُعَشِّر :
شديد النُّهاق متتابعه لا يكُفّ حتى يبلغ به عَشْر نَهَقَاتٍ.
و الضّبُع تُعَشّر كما يُعَشّر العَيْرُ. و كانت العرب تقول:
إذا أراد الرّجلُ دخولَ قرية يخاف و باءها عَشَّر على بابها فلا
اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 420