عُود مسروف و قد سُرِف إذا أكلَتْه السُّرْفَةُ ، و منه السَّرَف الذي هو مجاوزة الحدّ في النفقة و غيرها، و قد أسْرف في كذا و هو مُسرِف ، و تقول: يفعل السَّرَف بالنَّشَب ما يفعل السُّرَف بالخشب. و أرض سَرِفة : كثيرة السُّرَف .
و من المجاز: شاة مسروفة : استُؤصِلت أُذُنها. و سَرَفَت المرأةُ ولدَها : أفسدته بكثرة اللّبن. و ذهب ماء البئر سَرَفاً :
ضيْعة. و رجل سَرِف الفؤاد و سَرِف العقل : فاسده؛ و أصله من سَرَفَتِ السُّرْفَةُ الخَشَبَةَ فَسرِفَتْ، كما تقول:
حَطَمَتْهُ السّنُّ فحَطِمَ، و صعقتْه السّماءُ فصَعِق.
سرق سرق-
سارقٌ بيّن السَّرِقَة و السَّرَق و السَّرِق . و يقول بائع العَبْد: بَرِئَتُ إليك من الإباق و السَّرَق ؛ و أنشد أبو المِقْدام:
سرَقتُ مالَ أبي يوْماً فأدّبَني # و جُلُّ مالِ أبي يا قوْمَنا سَرِقُ
و هذه سُراقة فلان: لما نال من السَّرِقة ؛ و بها سُمّي سُراقة ، و معَه من سُراقات الشِّعر؛ قال ابن مقبل:
و أمّا سُراقاتُ الهِجاء فإنّني # أنا ابنُ جَلا قد تَعرِفونَ مكانيا
و سَرَق منه مالاً و سرَقه مالاً. و يقال: « سُرِق السّارق فانتحر»، و سمعتُ منهم من يقول: سُرِقتُ يا قوم سُرِقَتْ غُرْفتي؛ قال:
و تَبِيتُ مُنْتَبَذَ القَذُو # رِ كأنّما سُرِقتْ بيوتُكْ
أي حيث تَعتزِل القَذورُ من النّوق فتبرُك ناحيةً من الإبل.
و سرّقتُه : نسبتُه إلى السَّرِقة . و هو يَتّجِر في السَّرَق و هو أجود الحرير، تعريب سَرَهْ، و رأيتُه عليه سَرَقَة .
و من المجاز: استَرَق السّمع ، و سارقه النّظرَ . و استَرَقَ الكاتبُ بعضَ المحاسبات إذا لم يُبرِزه. و سرَقْنا ليلة من الشّهر إذا نَعِمُوا فيها. و سُرِق صوتُه ، و هو مسروق الصّوت إذا بَحّ صوتُه، و غَزال مسروق البُغام . و رجل مُستَرَق العُنُق :
قصيرها مُقَبَّضُها؛ و أنشد أبو عبيدة:
عَكَوَّكٌ إذا مَشَى دِرْحَايَهْ # مُسْتَرَقُ العُنْقِ قَصِيرُ الدّايَهْ
رَدَدْتُهُ بالصُّغْرِ و القَمَايَهْ
و هو مسترَقُ القوى : ضعيف. و سَرِقت مفاصله بوزن عَرِقت إذا ضَعُفَتْ. و عضّتْ به السّارقةُ أي الجامعة؛ قال أبو الطَّمَحان القَيْنيّ:
و لم يَدْعُ داعٍ مثلهمْ لعَظيمَةٍ # إذا أزَمَتْ بالسّاعدَينِ السّوَارِقُ
و قال الرّاعي:
و أزْهَر سَخّى نَفسَهُ عن تِلادِهِ # حَنَايا حَديدٍ مُقْفَلٍ و سوَارِقُهْ
و سمعتهم يقولون: سرَقتْني عيني في معنى غلَبتني عيني.
سرل سرول-
لبس السَّرَاوِيل و السِّرْوَال و السِّرْوَالَة ، و لبسوا السَّرَاوِيلات، و سَرْوَلْتُه فتَسَرْوَلَ ، و هو مُتَسَرْوِل متسربل.
و من المجاز: حَمَامٌ مُسَرْوَل : مُريَّش الرِّجلَيْن. و أبلقُ مُسَرْوَلٌ : تجاوز البياضُ إلى عضديه و فخذيه.
سرو سرو-
هو سَرِيٌّ من السَّراة و السَّرَوات ، و من أهل السَّرْوِ و هو السَّخاءُ في مروءة، و قد سَرُوَ و سَرَا ، و سَرِيَ و تَسَرَّى ؛ قال:
و سَرَوْتُ الثّوبَ عنّي: كشفته. و علَوْا سَرَواتِ الخيل:
ظهورها. و علوتُ سَرَاتَه . و تَسَرَّى فلان جاريةً: اتخذها سُرّيّة . و سرَى باللّيل و أسرَى ، و سرَيْتُ به و أسريت به، و طال بهم السُّرَى و طالتْ، يكون مصدراً كالهدى و جمع سُرْيَةٍ ، يقال: سرَيْنا سُرْية من اللّيل و سَرْيَة كالغُرفة و الغَرفة؛ و أنشد أبو زيد:
اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 294