قال رجل لعبد الملك: خرجتْ بي قرحة، قال: في أيّ موضع من جسدك؟قال: بين الرّانِفَة و الصَّفَنِ، فأعجبه حُسنُ ما كَنى، و هي ما سال من الألية على الفخذين، و قيل فرعها الذي يلي الأرض عند القعود. يقال للعَجْزاء: إنّها لذات روانف ؛ قال عنترة:
متى ما تَلقَني فَرْدين ترْجُفْ # روانفُ ألْيتَيكَ و تُستَطارَا
و تقول: لهنّ روادفُ رواجف ترتجّ منهنّ الرَّوانف.
و من المجاز: علَوْا روانفَ الإكام : رؤوسها؛ قال:
و إنْ عَلا من أكْمِها رَوانِفا # أشفَى علَيها طامعاً و خائِفَا
رنق رنق-
له رَوْنَقٌ أي حُسن و بهاء، و ذهب رونقُه . و رنّقه :
كدّره كأن معناه ذهب برونقه الذي هو صفاؤه. و ماء رَنْقٌ و رَنِقٌ . و رنّقَ الطائرُ: وقف صافّاً جناحيه لا يمضي.
و من المجاز: ذهب رونق شبابه أي طراءته. و أتيته في رونق الضُّحى ، كما تقول: في وجه الضُّحى؛ و أنشد ابن الأعرابيّ:
و هل أرْفعنّ الطَّرْفَ في رَوْنق الضُّحى # بهَجْلٍ منَ الصَّلْعاء و هوَ خَصِيبُ
و السّيف يزينه رونقُه أي ماؤه و فرنده. و ما في عيشه رَنَقٌ .
و رنِّقْ و لا تعجل أي توقّف و انتظر. و يقال: « رَمّدتِ المِعْزَى فَرَنِّقْ رَنّقْ »و « رَمّدتِ الضّأنُ فرَبِّقْ رَبّقْ ».
و رنّقَتِ السفينةُ : دارت في مكان واحد لا تمضي. و رنّقتِ الرّايةُ : ترفرَفَتْ فوق الرّؤوس؛ قال ذو الرّمّة:
إذا ضربتَه الرّيحُ رَنّقَ فوْقَنَا # على حدّ قوسينا كما خَفَق النَّسْرُ
و رنّقَتْ منه المنيّةُ : دنا وقوعها؛ قال:
و رَنّقَتِ المَنيّةُ فهْيَ ظِلٌّ # على الأبطالِ دانيَةُ الجَنَاحِ
و فيه بيان جليّ أن ترنيق المنيّة مستعار من ترنيق الطائر حيث جعل المنيّة كبعض الطير المرنِّقة بأن وصفها بصفته من التظليل و دنوّ الجناح. و رنّقتِ السِّنةُ في عينه : خالطتها و لم ينم.
و رنّق الأسيرُ : مدّ عنقه عند القتل كما يمدّ الطائر المرنِّق جناحه.
رنم رنم-
ترنّم المغنّي و رنّم و رَنِمَ رَنَماً: رجَّع صوتَه، و سمعتُ له رنيماً و رَنَمَةً حسنةً و ترنُّماً و ترنيماً . و ترنّم الطّائرُ في هديره. و في صوت المكّاء ترنيم .
و من المجاز: ترنّمتِ القوسُ ؛ قال الشمّاخ:
إذا أنبَضَ الرّامونَ عَنها ترَنّمتْ # ترَنُّمَ ثَكْلَى أوْجَعَتْها الجنائِزُ
و عُودٌ رَنِمٌ ؛ قال علقمة:
قد أشْهَدُ الشَّرْبَ فيهم مِزْهَرٌ رَنِمٌ # و القَوْمُ تَصرَعُهُمْ صَهباءُ خُرْطُومُ
و تقول: نَقَرَتْه بعَنَمِه فأنطقتْه برَنَمِه .
رنن رنن-
سمعتُ له رنّة و رنيناً : صيحة حزينة، و قد رنّ و أرنّ .
و من المجاز: أرنّتِ القوسُ و السحابةُ ، و قوس و سحابة مِرنان . و عُودٌ ذو رنّة .
رنو رنو-
رنا إليه و رنا له رُنُوّاً : أدام إليه النظر و ظلّ رانياً إليه.
و كأسٌ رَنَوْناةٌ : دائمة؛ قال ابن أحمر:
مَدّتْ علَيهِ الملكَ أطْنابَه # كأسٌ رَنَوْناةٌ و طرْفٌ طِمِرّ
و من المجاز: حدّثني فرنوتُ إلى حديثه . و رنوتُ عنه :
تغافلت. و أسأل اللّه أن يُرْنِيَكم إلى الطاعة أي يصيّركم تسكنون إليها لا إلى غيرها. و له شرف يُراني الكواكبَ ، سمعته من العرب.
روأ روأ-
روّأْتُ في الأمر فرأيتُ من الرأي كذا. و الرَّوِيّة ثمّ العزيمة. و ليس لفلان رويّة . و لا يقف على الرَّوايا إلاّ أهل الرَّوايا . و لهم بديهة و روِيّه و قلوب من العلم رويّه؛ قال:
و لا خَيرَ في رأيٍ بغَيرِ رَوِيّةٍ # وَ لا خيرَ في جَهلٍ تُعابُ بهِ غَدا
اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 255