اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 218
و سمعت بمكّة حرسها اللّه شيخاً من الشرف و معه بنيّ له مليح: دخل عليّ صبيحة بنائي على أمّ هذا الصبيّ صبيّ من أهل السّراة ابن ثماني سنين فقال لي: ثبّتَ اللّه رَبْعك و أحدث ابنك؛ أراد: ثبّتَ اللّه بيتك أي أهلك و امرأتك. و حمل فلان حَمَالة كسر فيها رِبَاعه أي بذل فيها كلّ ما ملكه حتى باع فيها منازله. و جاء فلان و عيناه تدمعان بأربعة إذا جاء باكياً أشدّ البكاء أي يسيلان بأربعة آماق؛ قال المتنخّل:
لا تَفتأ اللّيلَ من دَمْعٍ بأربَعةٍ # كأنّ إنسانها بالصّابِ مكتحِل
و أرسل عينيه بأربع أي بأربع نواح. و فلان مربَّع الجبهة أي عبد؛ قال الراعي:
مرَبَّع أعلى حاجبِ العَينِ أُمُّهُ # شقيقةُ عَبدٍ من قَطِينٍ مولَّدِ
و مرَّ تَنْزو حَرَابيُّ متنه و يَرَابيعه و هي لحمات المتن؛ قال الأخطل:
الوَاهبُ المائَةَ الجُرْجور سائقها # تَنزُو يرابيعُ متنَيهِ إذا انتَقَلا
سميت يرابيع استعارة، ألا ترى إلى قول ضَبّة بن ثَرْوان:
و من المجاز: خلع رِبْقة الإسلام من عنقه . و قطعت ربقة فلان : فرّجت عنه. و وقع في أمّ الرُّبَيق : في الداهية و أصلها الأفعى لأنّها قصيرة فإذا تثنّت أشبهت الرِّبق . و قد نكثوا الحبال و أكلوا الرِّباق إذا نقضوا العهود. و رَبَقت فلاناً في هذا الأمر فارتَبَق فيه أي أوقعته فيه فارتبك. و ربّقت الكلام : لفّقت بينه. و تربّقت هذا الأمر : تقلّدته. و ارتَبَقت في حِبالته :
نَشِبَت في خديعته.
ربك ربك-
رَبَك الثريدَ و لبكه: خلطه و أصلحه فارتبك . و صنعوا له الرَّبيكة و هي طعام يُعمل من تمر و أقِط و سمن إلاّ أنّه رِخْو ليس كالحَيْس. و منها المثل: « غرثان فاربُكوا له »أي اعملوا له الربيكة .
و من المجاز: ارتبك في الوحل : نشب فيه. و ارتبك في الأمر ، و ارتبك في كلامه : تتعتع فيه. و الصيد يرتبك في الحبالة .
ربل ربل-
جارية عَبْله ضخمة الرَّبْله ؛ و هي باطن الفخذ ممّا يلي القُبُل. و امرأة رَبِلَة و رَبْلاء: رَفْغاء أي ضيّقة الأرفاغ، و لها أرداف و رَبَلات؛ قال:
كأنّ مجامعَ الرَّبَلاتِ مِنها # فئَامٌ يَنظُرونَ إلى فئَام
و هي متربِّلة : كثيرة اللحم، و فيها رَبَالة؛ قال الأخطل:
بحرَّة كأتانِ الضَّحْلِ أضمَرَها # بعدَ الرَّبالةِ ترْحالي و تسياري
و نحن في ربيلَة من العيش: في نعمة منه و خصب؛ قال أبو خِرَاش:
و لم يَكُ مَثلوجَ الفُؤادِ مُهَبَّجاً # أضَاعَ الشّبابَ في الرَّبيلةِ و الخفضِ
و تربّل الشّجرُ: اخضرّ بعدما يبّسه القيظ. و بطش به بطشة الرِّئْبَال و هو الأسد لرَبَالة جسمه.
و من المجاز: لصٌّ رِئْبالٌ : جريء مترصّد بالشرّ.
و خرج فلان يَتَرَأبَل و يتريبل : يتلصّص. و منه قيل لتأبّط شرّاً و سليك المقانب و المنتشر بن وهب و أمثالهم: ريابيل العرب .
و ترأبل علينا فلان : تشبه بالرئبال و اجترأ.
اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 218