و تحَلّبَتْ أشداقُه ، و تحلّبَ فوه . و السلطان يقسِمُ الحَلَبَ على الرعيّة أي الجِبَايَةَ، و يأخذ الأحلابَ . و هذا فيءُ المسلمين و حَلَبُ أسيافهم . و ذاقوا حَلَبَ أمرهم أي وَبَالَه.
و دَرّ حَالِبَاه إذا انتشر ذكرُه و هما عرقان يسقيانه. و مدّت الضَّرعَ حوالبُه ، و العينَ الناظرَةَ و الفوّارَةَ حوالبُهما ، و موَادّ كلّ شيء حوالبُه ؛ قال الكميت:
تَدَفّقَ جُوداً إذا ما البِحَا # رُ غاضَتْ حَوَالبُها الحُفَّلُ
و استَحْلَبَتِ الريحُ السّحابَ ؛ و قال ذو الرُّمّة:
و من المجاز: حَلَجَ الخُبْزَةَ بالمِحْلاجِ : دوّرَها بالمِرْقاق.
و بات القوم يَحْلُجُون ليلتهم أي يَسيرونَها. و بينَنا و بينهم حَلْجَةٌ صالحةٌ . و حَلَجَ الغيمُ : مَطَرَ. و حَلَجَه بالعصا :
ضربه. و حَلَجَ التلبينَةَ أو الهَريسَةَ : سوّطها. و ما تحَلّجَ في صدري منه شيءٌ و ما تخلّج أي ما شككتُ فيه. و كأنّما ينفخُ في الحِمْلاجِ و هو المِنْفاخ، كأنّه يَحْلِج النّارَ.
و تقول: لا يستوي صاحب الحِمْلاج و صاحب المِحْلاج ، و يستعار لقرن الثور؛ قال الأعشى:
ينفُضُ المَرْدَ و الكَبَاثَ بحِمْلا # جٍ لَطيفٍ في جانِبَيهِ انْفِراقُ
و حَمْلَجَ الحبلَ: فتله.
حلس حلس-
رأيتُه قاعداً على حِلْسٍ و هو مِسْحٌ يُبْسَطُ في البيت، و تُجَلَّلُ به الدابة.
و من المجاز: كن حِلْسَ بيتك أي الزمه. و نحن أحْلاسُ الخيل، و لستَ من أحْلاسِها و هم الآلفون لركوبها. و رفضتُ كذا و نَفَضتُ أحلاسَه إذا تركتَه. و حَلِسَ بكذا : لَزِمَه فهو حَلِسٌ به . و قد حَلِسَ في هذا الأمر . و فلان يُجَالِسُ بني فلان و يُحَالِسُهُم أي يلازمهم. و استَحْلَسْنا الخوفَ :
لزمناه. و استحلَسَ النّبتُ : غطّى الأرضَ بكثرته و طوله، و في أرض بني فلان عُشْبٌ مستحلِسٌ . و استحلَسَ الليلُ بالظلام : تراكم. و استحلَسَ السّنامُ : ركبتْه روادفُ الشحم و رواكبُه. و أحْلَسَتِ السّماءُ : مَطَرَتْ مطراً رقيقاً دائماً.
و أحْلَسْتَ فلاناً يميناً : أمررتها عليه.
حلط حلط-
تقول: أوّل العِيِّ الاحْتِلاط و أوسط الرأي الاحتياط.
حلف حلف-
حَلَفَ باللّه على كذا حَلْفاً ، و هو حَلاّفٌ و حَلاّفَةٌ .
و حَلَفَ حِلْفَةَ فاجر و أُحْلُوفَةً كاذبة. و حَالَفَه على كذا، و تحالَفُوا عليه و احتَلَفوا. و حَلّفَ خصمَه و أحْلَفَه و استَحلَفَه القاضي. و وقع الحَريقُ في الحَلْفاء . و كأنّه أخو الحَلْفَاء أي الأسد.
و من المجاز: بينهم حِلْفٌ أي عهد. و هم حُلَفَاءُ بني فلان و أحْلافُهم . و هذا حَليفي ، و هو حَليفُ النّدى ، و حليفُ السّهَر ؛ و قال جرير:
مُحالِفُهمْ جُوعٌ قَديمٌ و ذِلّةٌ # و بئسَ الحَليفانِ المَذَلّةُ و الفَقْرُ
و فلان مُحالِفٌ لفلان : لازمٌ له. و سِنَانٌ حَليفٌ . و رجل حَليفُ اللّسان : يوافق صاحبَه على ما يريد لحِدّتِه، كأنّه حليفُه ؛ قال ساعِدَةُ بنُ العَجْلانِ الهُذَليّ:
و سمعَ الأصمعيُّ بعضَ العرب: إنّ فلاناً لحسنُ الوجه، حَليف اللسان، طويل الإمّةِ . و هذا شيءٌ مُحْلِفٌ و مُحْنِثٌ :
للذي يُختَلَفُ فيه فيُحْتَلَف عليه. يقال: ناقة مُحْلِفَةُ السّنام : مشكُوكٌ في سِمَنِه. و حَضَارِ و الوَزْنُ مُحْلِفان ، و هما كوكَبان يَطْلُعان قبل سُهَيْلٍ، فيُظَنّ بكلِّ واحد منهما أنّه سُهَيْلٌ، فيقع التحالف . و كُمَيْتٌ مُحْلِفَةٌ :
بينَ الأحْوَى و الأحَمّ، و كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفَةٍ : للصافية الكُمْتَةِ؛ قال خالد بن الصَّقْعَبِ:
كُمَيْتٌ غَيرُ مُحْلِفةٍ و لكِنْ # كلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأديمُ
[1] الرواية أعطافها. و صدر البيت: يذدن ذياد الخامسات و قد بدا.
اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 138