اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 135
و مضى عليه حُقْبٌ و حِقْبَةٌ و أحقابٌ و حِقَبٌ .
و من المجاز: امرأةٌ نُفُجُ الحَقيبَةِ : للعَجزَاء، و احتقَبَ خيراً أو شرّاً، و استحقبه : احتمله و ادّخره، و اسمُ المُحتَقَبِ الحَقيبَةُ ، تقول: احتقَبَ فلان حقيبَةَ سوء ؛ و قال امرؤ القيس:
و اللّهُ أنجحُ ما طلبتَ بهِ # و البِرُّ خَيرُ حَقيبَةِ الرّحلِ
و قال الحارث بنُ حَرِجَةَ الفزاريّ:
وَلّوْا و أرماحُنا حَقائبُهُمْ # نُكْرِهُها فيهِمُ فتَنْأطِرُ
و أحْقَبْتُ غلامي : أردفته. و حَقِبَ العامُ : احتبس مطرُه، و منه 16- الحديث : « لا رأيَ لحاقنٍ و لا حاقبٍ ».
حقد حقد-
حَقَدَ و حَقِدَ عليه يحقَدُ و يحقِدُ إذا أمسكَ العداوة في قلبه، يتربّصُ فرصةَ الإيقاع به، من حَقِدَ المعدِنُ و أحْقَدَ إذا لم يخرج منه شيء. و في قلبه حِقْدٌ ، و في قلوبهم أحقادٌ و حُقُودٌ ، و قلبه حاقِدٌ على أخيه و مُحْتَقِدٌ. و تقول:
رئيس القوم محسودٌ أو حاسد، و محقودٌ عليه أو حاقِد . و فلان حَقودٌ و حَسُودٌ. و تحاقَدُوا، و هم متحاقِدون.
حقر حقر-
هو حَقِيرٌ نَقِيرٌ. و قد حَقُرَ في عيني حَقَارَةً .
و حَقَرَهُ و حَقّرَه و احتقره و استحقرَه . و هو حاقِرٌ ناقِر.
و في مثل: « مَن حَقَر حَرَم ». و فلان موقَّر غيرُ محقَّر ، و خَطيرٌ غير حَقِير . و حَقْراً له و عَقْراً. و تحاقَرَتْ إليه نفسُه. و حَقّرَ الاسمَ: صَغّره، و هو باب التّحقير .
حقف حقف-
نزلنا بين قِفَافٍ و أحْقَافٍ . و فلان مأواه الحُقُوف لا تُظِلّهُ السُّقُوف. و الحِقْفُ نَقاً يعوجّ و يَدِقّ. و احقَوْقَفَ الرملُ. و احقوْقف ظهرُ البعير من الهزال. و احقوقف الهلالُ.
قال العجّاج:
سَمَاوَةَ الهِلالِ حَتى احْقَوْقَفَا
و مررتُ بظبي حَاقِفٍ و هو المنعطف في منامه؛ قال الحطيئة:
تُطِيرُ الحَصَى بعُرَى المَنْسِمَينِ # إذا الحاقِفَاتُ ألِفْنَ الظّلالا
حقق حقق-
قال أبو زيد: حَقَّ اللّهُ الأمرَ حَقّاً : أثبته و أوجبَه.
و حَقَّ الأمرُ بنفسه حَقّاً و حُقُوقاً . و قال الكسائي: حَقَقْتُ ظنّه مثل حقّقته ؛ و أنشد:
فبَذلْتَ مالَكَ لي وجُدْتَ بهِ # و حَقَقْتَ ظَنّي ثمّ لم تَخِبِ
و حَقّقْتُ الأمرَ و أحْقَقْتُه : كنتُ على يقين منه. و حَقَقْتُ الخبرَ فأنا أَحْقّه : وقفتُ على حقيقتِه . و يقول الرجل لأصحابه إذا بلغهم خبر فلم يستيقنوه: أنا أَحُقّ لكم هذا الخبر، أي أعلمه لكم و أعرف حقيقته . فإن قلت: فما وجه قولهم:
أنت حَقيقٌ بأن تفعل، و أنت مَحْقُوقٌ به، و إنّكِ لمَحْقُوقةٌ بأن تفعلي، و حَقيقَةٌ به، و حَقَقْتَ بأن تفعل، و حُقَّ لك أن تفعل، قلت: أمّا حَقيقٌ ، فهو من حَقُقَ في التقدير، كما قال سيبويه في فقير: إنّه من فَقُرَ مقدَّراً، و في شديد من شَدُدَ، و نظيرُه خَليقٌ و جَديرٌ، من خَلُقَ بكذا و جَدُرَ به، و لا يكون فعيلاً بمعنى مفعول. و هو محقوقٌ لقولهم:
أنتِ حقيقةٌ بكذا، و هذه امرأةٌ حقيقةٌ بالحضانة. و أمّا حَقَقْتَ بأن تفعل، و أنت محقوقٌ به، فبمعنى جُعِلتَ حقيقاً به و هو من باب فَعَلْتُه ففَعُلَ، كقولك: قَبُحَ و قَبَحَه اللّهُ؛ قال:
ألا قَبَحَ الإلَهُ بَني زِيادٍ # و حَيَّ أبيهِمُ قَبْحَ الحمارِ
و بَرُدَ الماءُ و بَرَدْتُه، و حَقُرَ و حَقَرْتُه، و رَفُعَ صوتُه و رَفْعَه. و يجوز أن يكون من حَقَقْتَ الخبر أي عُرِفْتَ بذلك. و تُحُقّقَ منك أنّك تفعله لشهادة أحوالك به. و أمّا حُقَّ لك أن تفعل، من حَقَّ اللّهُ الأمرَ أي جُعِلَ حَقّاً لك أن تفعل، و أُثْبِتَ لك ذلك. و هذا قولٌ حَقٌّ . و اللّه هو الحَقّ . و حقّاً لا آتيك، و لحَقُّ لأفْعَلُ، و هو مشبَّه بالغايات، و أصله لَحَقُّ اللّه، فحُذِفَ المُضاف إليه و قُدّر، و جُعل كالغاية. و أ حَقّاً أن أُظلَم، و أ في الحَقّ أن أُغْصَب حَقّي .
و لما رأيتَ الحَاقّةَ مني هربتَ، و رُوِي الحَقّةَ ؛ قال رؤبة:
و حَقّةٍ لَيسَتْ بقَوْلِ التُّرَّه
و يوم القيامة تكونُ حَوَاقُّ الأمور. و أحَقَّ الرجلُ إذا قال
اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 135