فذي مع الجهلين في النفس قذر * * * طوبى لمن ظهرا و بطنا قد طهر
لكن [1](أطرافها) أي أطراف هذه الأربعة الوسائط- سواء كان (إفراطها) أو (تفريطها- قذارة) في النفس (فاتّق من تخليطها) بالنفس.
و تلك الأطراف ثمانية، و هي (جبن) و (تهور) و (خمود و شره) و (تقتير) و (إسراف) و (تجربز) و (بله، فذي) الثمانية (مع الجهلين) البسيط و المركّب- و تصير عشرة- (في النفس قذر، طوبى لمن ظهرا و بطنا)- تميزان قدّما على عاملهما و هو- (قد طهر).
تنبيه
قد جعل الشيخ في أواخر إلهيّات الشفاء [2] هذه الحكمة الخلقيّة مخصوصة بالفكر الوسط في الأمور المعاشيّة الدنيويّة، و الجربزة: إفراط الفكر في تكثير طرق جلب المنافع و توجيه الفوائد من كلّ وجه و اجتناب أسباب المضارّ من كلّ وجه، و البلاهة: التفريط و الإهمال في جلب المنفعة و دفع المضرّة.
و الأولى عدم التخصيص، حتى تشمل الفكر في النظريّات، لكنّ لا أنّ الإمعان فيها جربزة- لأنّه فضيلة- بل التردّد فيها و عدم الوقوف على الآراء الحقّة الحاصل من عدم المزاولة عليها و عدم التسلّط، و مع هذا يتصرّف الذهن بمحض الغرور و مجالسة من هذا شأنه بجلبها، كما أنّ مجالسة الجهلاء و الأغبياء تجرّ الغباوة.
و اعلم أنّ هذه الحكمة غير الحكمة المعرّفة ب«العلم بحقائق الموجودات على