responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أرجوزة في الفقه المؤلف : السبزواري، الملا هادي    الجزء : 1  صفحة : 54

مطهّر القلوب من أرجاسها * * * منزّه النفوس من أنجاسها

من ذاك سمّى اللّه رحمة بما * * * و الماء بالرحمة أيضا و سما

و ماء بئر لم ينجّسه اللقا * * * نزح التقادير لنزه مطلقا

العلم أحياء»- (و من سما العناية في الأودية) قال تعالى أَنْزَلَ مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً فَسٰالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهٰا [13/ 17]، و العلم (مطهّر القلوب من أرجاسها) أي جهالاتها، (منزّه النفوس من أنجاسها) أي خطيئاتها، و إن جعلت المصراع الأوّل إشارة إلى العلوم و المعارف الغير المتعلّقة بالعمل، و الثاني إشارة إلى المتعلّقة به لكان حسنا.

(من ذاك) أي من أجل المناسبة التامّة الّتي بين الماء المطلق و بين حقيقة الوجود المطلق و العلم- الّذي هو أيضا ضرب من الوجود، أعني الوجود النوريّ الفعليّ، و هما رحمة اللّه الواسعة- سمّى اللّه تعالى الصورة باسم المعنى، و المعنى باسم الصورة، كما قلنا (سمّى اللّه رحمة) واسعة، و هو الوجود المطلق المنبسط، (بما) كما قال مِنَ الْمٰاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ [21/ 30].

و من المعلوم عند أهل الحقيقة أنّ كلّ شيء حيّ، و الحيّ في الآية الشريفة صفة كاشفة، و ليست حياة كلّ شيء من الماء الصوري، بل من الرحمة الواسعة، و إن جعلت مخصّصة، و كان من الأشياء الحيّة العقول المجرّدة الكلّية و النفوس الحيّة بالذات، الّتي أبدانها حيّة بالعرض، بل السماوات الحيّة عند الحكماء المحقّقين، فليست حياتها من الماء الصوريّ أيضا.

(و الماء) أي الماء المطلق الصوري (ب«الرحمة» أيضا وسما)، قال اللّه تعالى هُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيٰاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ [7/ 57].

نبراس [ماء البئر و الجاري]

(و ماء بئر لم ينجّسه اللقا) أي لقاء النجس، وفاقا لأكثر المتأخّرين، و على

اسم الکتاب : أرجوزة في الفقه المؤلف : السبزواري، الملا هادي    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست