و أن قلادة العبوديّة في * * * رقبتي، و أنّني بك الوفيّ
و أيّما روح إلى اللّه سعى * * * قدمه موضع رأس وضعا
و أنّه منذ إلى اللّه قدم * * * قدمه الرأس و رأسه القدم
فالروح في جميع ما أحرزها * * * ككرة دارت على مركزها
و إنّما نعل الصلاة انتخبا * * * إذ قدم الطهارة ذات اجتبا
(شقّ السنام) إشارة إلى (أنّ نفسي أقتل) دون الوصول إلى المطلوب، (تقليد نعل) سرّه (أن رءوس أرجل) في التخطّي إليه. (و أن قلادة العبوديّة في رقبتي، و أنّني بك) أي بحولك و قوّتك (الوفيّ) بعهدي في إحرامي.
(و أيّما روح إلى اللّه سعى قدمه موضع رأس) أي رأسه (وضعا). لأنّ منازله حدود ذاته، أو رأسه موضع قدمه وضع، كما أشرنا إليه بقولنا: «رءوس أرجل».
(و أنّه) أي الروح (منذ إلى اللّه قدم) و تخطّى، (قدمه الرأس و رأسه القدم) للاتّحاد بين مراتبه و بين السالك و المسلك، و لمّا لم يكن العقل الكلّي الّذي يتحرّك إليه النفس الناطقة خارجا عن باطن ذاتها و لا يباينها بينونة عزلة- بل بينونة صفة- كانت مثل كرة تتحرّك على مركزها، كما قلنا (فالروح في جميع ما أحرزها ككرة دارت على مركزها).
(و إنّما نعل الصلاة انتخبا) كما مرّ أنّ الهدي يقلّد بنعل قد صلّى فيه، (إذ قدم الطهارة ذات اجتبا).