ثمّ الاولى دعوا بصدّيقينا * * * و الشهداء ثمّ صالحينا
فحسنت أولئكم رفيقا * * * و حبّذا هداهم طريقا
علمهم التوحيد خلقهم وسط * * * أعمالهم كذا و لا فيها شطط
و إنّ مغضوبا عليهم و الاولى * * * هم ضالّون الكافرون الجهلا
كفر التهوّد أو النفاق * * * أو جهل أو جحود أو فساق [1]
«هو» غيب ذات لا سما و رسم له * * * «اللّه» مجمع الصفات الكاملة
(ثمّ الاولى دعوا بصدّيقينا، و الشهداء ثمّ صالحينا)، فالمنعم عليهم هم المشار إليهم بقوله تعالى فَأُولٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ [4/ 69]- الآية [2]- (فحسنت أولئكم رفيقا)- اقتباس من الآية- (و حبّذا هداهم طريقا).
(علمهم التوحيد خلقهم وسط) و قد عرفت سابقا معنى التوسّط في الأخلاق، و هو العدالة، (أعمالهم كذا) أي في حدّ التوسّط، (و لا فيها شطط).
سرّ في تأويل غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضّٰالِّينَ
(و إنّ مغضوبا عليهم و الاولى هم ضالّون الكافرون)- خبر إنّ- (الجهلا).
(كفر التهوّد)- هو الإقرار باطنا و الإنكار ظاهرا- (أو النفاق) هذا عكس التهوّد (أو) كفر (جهل أو) كفر (جحود أو فسوق).
سرّ في تأويل سورة الإخلاص
( «هو» غيب ذات لا سما)- لغة في الاسم- (و رسم له، «اللّه») معناه (مجمع
[1] في النسختين: «أو فسوق». و الأظهر أن الصحيح ما أثبتناه حدسا لتوافق الروي.
[2] وَ مَنْ يُطِعِ اللّٰهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدٰاءِ وَ الصّٰالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِيقاً [4/ 69].