اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 489
يستحقّونه مِن عقابٍ عاجلٍ أو آجل ، فالمكر السيّئ لا يحيق إلاّ بأهلهِ ولعنةُ التاريخ تُلاحق الطواغيت ، وتمطرهم بوابلٍ الذمِّ واللعن ، وتنذرهم بسوءِ المغبّة والمصير ، وفي التاريخ شواهدٍ جمّة على ذلك .
منها ما حكاه الرواة عن ابن الزيّات : إنّه كان قد اتّخذ في أيّام وزارته تنّوراً مِن حديد ، وإطراف مساميره محدودة إلى داخل وهي قائمة مثل رؤوس المسال ، وكان يعذّب فيه المصادرين وأرباب الدواوين المطلوبين بالأموال ، فكيف ما انقلب واحدٌ منهم أو تحرّك مِن حرارة العقوبة تدخل المسامير في جسمه ، فيجدون لذلك أشدّ الألَم ولم يسبقه أحدٌ إلى هذه المعاقبة .
فلمّا تولّى المتوكّل الخلافة اعتقل ابن الزيّات ، وأمر بإدخاله التنّور وقيّده بخمسة عشَر رطلاً مِن الحديد ، فأقام في التنّور أربعين يوماً ثمّ مات[1].
ومنها : الحجّاج بن يوسف الثقفي .
فإنّه تأمّر عشرين سنة ، و أُحصي مَن قتله صبراً سِوى مَن قُتِل في عساكره وحروبه فوجد - مِئة ألف وعشرين ألفاً - وفي حبسه خمسون ألف رجل ، وثلاثون ألف امرأة ، منهنّ ستّة عشر ألفاً مُجرّدة ، وكان يحبس النساء والرجال في موضعٍ واحد ، ولم يكن للحبس سترٌ يستُر الناس مِن الشمس في الصيف ، ولا مِن المطر والبرد في الشتاء .
ثمّ لاقى جزاء طُغيانه وإجرامه خِزياً ولعناً وعذاباً ، وكانت عاقبة أمره أنّه ابتلي بالآكلة في جوفه ، وسلّط اللّه عزّ وجل عليه الزمهرير ،