responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 37

فاقبلوا عذره )[1] .

وقد يحسب السفهاء أنّ الحلم من دلائل الضعف ، ودواعي الهوان ، ولكنّ العقلاء يرونه من سمات النُبل ، وسموّ الخُلُق ، ودواعي العزّة والكرامة .

فكلّما عظُم الإنسان قدراً ، كرمت أخلاقه ، وسمت نفسه ، عن مجاراة السفهاء في جهالتهم وطيشهم ، معتصماً بالحِلم وكرم الإغضاء ، وحُسن العفو ، ما يجعله مثار الإكبار والثناء .

كما قيل : وذي سفه يخاطبني بجهلٍ فآنف أنْ أكون له iiمُجيبايَـزيد سفاهةً وأزيد iiحِلماً كعودٍ زاده الإحراق طيبا

ويقال : إنَّ رجلاً شتَم أحد الحكماء ، فأمسك عنه ، فقيل له في ذلك قال : ( لا أدخل حرباً الغالب فيها أشرّ مِن المغلوب ) .

ومِن أروع ما نظمه الشعراء في مدح الحِلم ، ما رواه الإمام الرضا (عليه السلام) ، حين قال له المأمون : أنشدني أحسن ما رويت في الحِلم ، فقال (عليه السلام) :

إذا كـان دونـي مَـن بُـليتُ iiبجهله أبَـيـت لـنفسي أنْ تُـقابل iiبـالجهل

وإنْ كـان مـثلي في محلّي مِن iiالنهى أخـذْت بـحلمي كـي أجلّ عن iiالمثل

وإنْ كنت أدنى منه في الفضل والحِجى عـرفت لـه حـقّ الـتقدّم والـفضل

فقال له المأمون : ما أحسن هذا ، هذا مَن قاله ؟ فقال : ( بعض فتياننا )[2] .


[1] كشف الغمّة للأربلي .

[2] معاني الأخبار ، وعيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق .

اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست