وقد يحسب السفهاء أنّ الحلم من دلائل الضعف ، ودواعي الهوان ، ولكنّ العقلاء يرونه من سمات النُبل ، وسموّ الخُلُق ، ودواعي العزّة والكرامة .
فكلّما عظُم الإنسان قدراً ، كرمت أخلاقه ، وسمت نفسه ، عن مجاراة السفهاء في جهالتهم وطيشهم ، معتصماً بالحِلم وكرم الإغضاء ، وحُسن العفو ، ما يجعله مثار الإكبار والثناء .
كما قيل : وذي سفه يخاطبني بجهلٍ فآنف أنْ أكون له iiمُجيبايَـزيد سفاهةً وأزيد iiحِلماً كعودٍ زاده الإحراق طيبا
ويقال : إنَّ رجلاً شتَم أحد الحكماء ، فأمسك عنه ، فقيل له في ذلك قال : ( لا أدخل حرباً الغالب فيها أشرّ مِن المغلوب ) .
ومِن أروع ما نظمه الشعراء في مدح الحِلم ، ما رواه الإمام الرضا (عليه السلام) ، حين قال له المأمون : أنشدني أحسن ما رويت في الحِلم ، فقال (عليه السلام) :