responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 347

تحصيل العلم .

لذلك كان مِن الحكمة في تهذيب الطلاّب وتشجيعهم على الدرس ، مكافأة المُحسن بالمدح والثناء ، وزجر المقصّر منهم بالتأنيب والتقريع ، الذي لا يجرح العاطفة ويهدر الكرامة ويُحدث ردّ فعلٍ في الطالب .

انظر كيف يوصي الإمام زين العابدين بالمتعلّمين ، في رسالته الحقوقيّة ، فيقول (عليه السلام) : ( وأمّا حقّ رعيتك بالعلم ، فإنّ تعلّم أنّ اللّه عزَّ وجل إنّما جعلك قيّماً لهم فيما أتاك من العلم ، وفتح لك مِن خزائنه ، فإنْ أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ، ولم تضجر عليهم ، زادك اللّه مِن فضله، وإن أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك ، كان حقّاً على اللّه عزّ وجل أنْ يسلبك العلم وبهاءه ، ويسقط من القلوب محلك ) .

3 - وهكذا يجدر بالأساتذة أنْ يُراعوا استعداد الطالب ومستواه الفكري ، فيتدرّجوا به في مراقي العِلم حسب طاقته ومؤهّلاته الفكريّة ، فلا يطلعونهم على ما يسمو على أفهامهم ، وتقصر عنه مداركهم . مراعين إلى ذلك اتّجاه الطالب ورغبته فيما يختار مِن العلوم ، حيث لا يحسن قسرِه على علم لا يرغب فيه ، ولا يميل إليه .

4 - ويحقّ للطلاّب على أساتذتهم أنْ يتعاهدوهم بالتوجيه والإرشاد ، في المجالات العلميّة وغيرها من آداب السيرة والسلوك ، لينشأ الطلاّب نشأةً مثاليّة ، ويكونوا نموذجاً رائعاً في الاستقامة والصلاح .

وألزم النصائح وأجدرها بالإتّباع ، أنْ يعلم الطالب اللبيب أنّه يجب أنْ تكون الغاية مِن طلب العلم هي - كما أشرنا إليه - تزكية النفس ،

اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 347
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست