responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 329

وإمدادهم بأسمى مفاهيم العزّة والكرامة ، ما وسَعهم ذلك حتّى استشهدوا في سبيل تلك الغاية السامية .

والناس إزاء أهل البيت ، فريقان :

فريقٌ حاقد مُبغض ، ينكر فضائلهم ومُثلهم الرفيعة ويتعامى عنها ، رغم جمالها وإشراقها ، فهو كما قال الشاعر :

ومَن يك ذا فَمٍ مُرّ مريضٍ يجِد مُرّاً به الماء الزلالا

وفريقٌ والهٌ بحبّهم وولائهم ، شغوفٌ بمناقبهم ، طروبٌ لسماعها ، ويلهج بترديدها والتنويه عنها ، وإنْ عانى في سبيل ذلك ضروب الشدائد والأهوال . وهذا ما أشار إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله :

( لو ضَربتُ خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أنْ يبغضني ما أبغضني ، ولو صبَبت الدنيا بجماتها على المنافق ، على أنْ يحبّني ما أحبّني ، وذلك أنّه قضى فانقضى على لسان النبيّ الأُمّي (صلى الله عليه وآله)، أنّه قال : يا علي ، لا يبغضك مؤمن ، ولا يحبّك منافق ) .

مِن أجل ذلك كان العارفون بفضائلهم ، والمتمسّكون بولائهم ، يتبارون في مدحهم ، ونشر مناقبهم ، معربين عن حبّهم الصادق وولائهم الأصيل ، دونما طلبِ جزاءٍ ونوال .

وكان الأئمّة (عليهم السلام) يستقبلون مادحيهم بكلّ حفاوة وترحاب ، شاكرين لهم عواطفهم الفيّاضة ، وأناشيدهم العذبة ، ويكافؤنهم عليها بما وسِعت يداهم مِن البرِّ والنوال ، والدعاء لهم بالغفران ، وجزيل الأجر والثواب .

اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 329
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست