فإنّ الإنسان مدنيٌّ بالطبع ، لا يستغني عن أبناء جنسه ، ولا يستطيع اعتزالهم والتخلّف عن مُسايرة ركبهم ، فإنّه متى انفرد عنهم أحسَّ بالوحشة والغُربة ، واستشعر الوهن والخذلان ، إزاء طوارئ الأقدار وملمّات الحياة ، وعجَز عن تحقيق ما يصبو إليه مِن أماني وآمال ، لا يتسنّى له تحقيقها إلاّ بالتضامن والتآزر الاجتماعيّين .
فهو فرعٌ من دوحةٍ أسريّة وشجت على الآباء ، وتفرّعت عن الأبناء ، فالأعمام والأخوال ، وامتدّت أغصانها حتّى انتضمت سائر الأقرباء والأرحام .
وهو عنصرٌ مِن عناصر المجتمع ، ولبنةٌ في كيانه ، تتجاذبه أواصرٌ شتّى وصِلاتٌ مختلفة : من العقيدة ، والصداقة ، والثقافة ، والمهنة ، وغيرها من الصِلات الكُثر .
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 296