اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 25
وعلى صدقه أو كذبه ترتكز سعادة المجتمع أو شقاؤه ، فإنْ كان اللسان صادق اللهجة ، أميناً في ترجمة خوالِج النفس وأغراضها ، أدّى رسالة التفاهم والتواثق ، وكان زائد خيرٍ ، ورسول محبّةٍ وسلام .
وإنْ كان متّصفاً بالخداع والتزوير ، وخيانة الترجمة والإعراب ، غدا رائد شرٍّ ، ومدعاة تناكر وتباغض بين أفراد المجتمع ، ومعول هَدمٍ في كيانه .
من أجل ذلك كان الصدق من ضرورات المجتمع ، وحاجاته الملحّة ، وكانت له آثاره وانعكاساته في حياة الناس .
فهو نظام المجتمع السعيد ، ورمز خلقه الرفيع ، ودليل استقامة أفراده ونُبلهم ، والباعث القويّ على طيب السمعة ، وحُسن الثناء والتقدير ، وكسب الثقة والائتمان من الناس .
كما له آثاره ومعطياته في توفير الوقت الثمين ، وكسب الراحة الجسميّة والنفسيّة .
فإذا صدق المتبايعون في مبايعاتهم ، ارتاحوا جميعاً من عناء المماكسة ، وضياع الوقت الثمين في نِشدان الواقع ، وتحرّي الصدق .
وإذا تواطأ أرباب الأعمال والوظائف على التزام الصدق ، كان ذلك ضماناً لصيانة حقوق الناس ، واستتباب أمنهم ورخائهم .
وإذا تحلّى كافّة الناس بالصدق ، ودرجوا عليه ، أحرزوا منافعه الجمّة ، ومغانمه الجليلة .
وإذا شاع الكذِب في المجتمع ، وهت قِيَمُه الأخلاقيّة ، وساد التبرّم
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 25