المفروضة عليه ، أو إنفاقه في مجالات الغواية والمنكرات ، كما أوضحت غوائله النصوص السالفة .
وهو إلى ذلك من أقوى الصوارف والملهيات عن ذكر اللّه عزّ وجل ، والتأهّب للحياة الأخرويّة الخالدة .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )( المنافقون : 9 ) .
فليس المال مذموماً إطلاقاً ، وإنّما يختلف باختلاف وسائله وغاياته ، فإنْ صحّت ونَبُلَت كان مَدعاة للحمد والثناء ، وإنْ هبطت وأسفّت كان مَدعاة للذمّ والاستنكار .
ولمّا كانت النفوس مشغوفةً بالمال ، ومولعةً بجمعه واكتنازه ، فحريٌّ بالمؤمن الواعي المستنير ، أنْ لا ينخدع ببريقه ، ويغترّ بمفاتنه ، وأنْ يتّعظ بحرمان المغرورين به ، والحريصين عليه ، من كسب المثوبة في الآخرة ، وإفلاسهم ممّا زاد عن حاجاتهم وكفافهم في الدنيا ، فإنهم خزّان أمناء ، يكدحون ويشقون في ادخاره ، ثمّ يخلّفونه طعمة سائغة للوارثين ، فيكون عليهم الوزر ولأبنائهم المُهنّى والاغتباط .