اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 144
ثمّ قال : ( إنّ اللّه بعدلِه وقسطه جعَل الروح والراحة في اليقين والرضا ، وجعل الهمّ والحُزن في الشكّ والسخط )[1] .
وعنه (عليه السلام) قال : كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول : ( لا يَجدُ عبدٌ طعمَ الإيمان ، حتّى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليُخطئه ، وأنّ ما أخطأه لم يَكن ليُصيبه ، وأنّ الضارّ النافع هو اللّه تعالى )[2] .
وسُئل الامام الرضا (عليه السلام) عن رجلٍ يقول بالحقّ ويُسرف على نفسه ، بشرب الخمر ويأتي الكبائر ، وعن رجلٍ دونه في اليقين وهو لا يأتي ما يأتيه ، فقال (عليه السلام) : ( أحسنهما يقيناً كالنائم على المحجّة ، اذا انتبه ركبَها ، والأدوَن الذي يدخله الشكّ كالنائم على غير طريق ، لا يدري اذا انتبه أيّهما المحجّة )[3] .
وقال الصادق (عليه السلام) : ( إنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)صلّى بالناس الصبح ، فنظر إلى شابٍّ في المسجد وهو يخفق ويهوي برأسه ، مصفرّاً لونه ، قد نحُف جِسمه ، وغارَت عيناه في رأسه ، فقال له رسول اللّه : كيف أصبحت يا فلان ؟ قال : أصبحت يا رسول اللّه موقناً ، فعجِب رسول اللّه مِن قوله ، وقال له : إنّ لكلِّ يقينٍ حقيقة ، فما حقيقة يقينك ؟
فقال : إنّ يقيني يا رسول اللّه ، هو الذي أحزَنني ، وأسهرَ ليلي ، وأظمأ هواجري ، فعزِفَت نفسي عن الدنيا وما فيها ، حتّى كأنّي أنظر إلى