اسم الکتاب : النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم المؤلف : الموصلي، شرف الدين الجزء : 1 صفحة : 53
الأول [في علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء (عليهما السلام)]
الحمد للّه الذي فتق رتق قلوب أنبيائه، و هدانا إليه برسله و أوليائه، و منّ علينا بولاء أهل البيت الطاهر، كما منّ علينا بالنبي النجم الزاهر، الذين علمهم من لدنه علما، و أورثهم منه فهما، فتعرضوا لنفحات قدسه، و ترشحوا لواردات أنسه، فصار لهم في الخلوة أنيسا، و في الجلوة جليسا، فأضحوا موضع نظره في سمائه و أرضه، و أهل عنايته حال بسطه و قبضه، فآثروا فيه شهيّ اللذات، و انقطعوا إليه في كل الأوقات، فأجسادهم أرضيّة، و قلوبهم سماوية، و أشباحهم فرشية، و أرواحهم عرشية، و هياكلهم في فسيح مفاوز المجاهدات سيّارة، و أسرارهم في فضاء الرفيق الأعلى طيّارة، لا تخلو الأرض من عدد منهم، و هم بالحق قائمون، و إلى سبيله داعون، و لعباده في أقطار بلاده هادون أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[1].
و بعد: فمما كان أجازني كمال الدين المقدم ذكره ما رواه مرفوعا إليه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: «لو أن الرياض أقلام، و البحر مداد، و الجن حسّاب، و الإنس كتّاب، لما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب» [2].
و مما أجازني قوله (عليه السلام): «حبنا أهل البيت يكفّر الذنوب، و يضاعف الحسنات، و إن اللّه تعالى ليتحمل عن محبينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد، إلّا ما كان فيه