responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم المؤلف : الموصلي، شرف الدين    الجزء : 1  صفحة : 49

الأسفل من النار» [1].


- خلود أبي طالب في النار، فقال المنصف: قول اللّه أصدق من قول الناس، فقال المعاند: كيف؟

قال: أبو لهب مع عدم نصرته للنبي و إيذائه له و منعه من نشر الإسلام و تأثيره على إنتشاره لم يصفه اللّه في كتابه إلّا بقوله: (سيصلى نارا ذات لهب) أي سيدخل النار التي لها لهب كبقية المشركين.

و أنت تصف أبا طالب الناصر لرسول اللّه و المحامي عنه و المحب له و المساعد على نشر الإسلام بنفسه و بنيه و زوجته، كافل النبي و مربيه، تصفه بأنه مخلد في النار، في ضحضاح يغلي منها دماغه في قعر جهنم مع قتلة الأنبياء، و ذلك كله بعد شفاعة الرسول الأكرم له؟! فإذا لم يشفع له فما هي حاله.

فقال المعاند: من أين جئت بهذا؟

قال المنصف: إن تعجب فعجب قولهم.

أقول و قد روى بعض الحفاظ ما يدل على إسلام أبي طالب أخرجه ابن عساكر و ابن إسحاق، عن العباس ابن معبد بن العباس، عن بعض أهله، عن العباس بن عبد المطلب أنّه قال: لمّا حضرت أبا طالب الوفاة قال له نبي اللّه: «يا عم قل كلمة واحدة أشفع لك بها يوم القيامة، لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ»، فقال: لو لا أن يكون عليك و على بني أبيك غضاضة، لأقررت بعينيك، و لو سألتني هذه في الحياة لفعلت قال:

و عنده جميلة بنت حرب حمّالة الحطب، و هي تقول له: يا أبا طالب مت على دين الإسلام. قال: فلما خفت صوته فلم يبق منه شي‌ء، قال: حرّك شفتيه، فقال العبّاس: فأصغيت إليه، فقال قولا خفيا: لا إله إلّا اللّه، فقال العبّاس للنبي: يابن أخي قد و اللّه قال أخي الذي سألته، فقال رسول اللّه: «لم أسمعه».

تاريخ دمشق: 70/ 245، و المواهب اللدنية: 1/ 133 و تاريخ الخميس: 1/ 300، و سيرة ابن إسحاق: 222- 238، و الإصابة: 4/ 116.

و ذكر أبو المجد بن رشادة الواعظ الواسطي في مصنّفه كتاب أسباب نزول القرآن ما هذا لفظه: قال: قال الحسن بن مفضل في قوله عزّ و جلّ‌ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ‌ كيف يقال انّها نزلت في أبي طالب رضى اللّه عنه و هذه السورة من آخر ما نزل من القرآن بالمدينة و أبو طالب مات في عنفوان الإسلام و النبي (عليه السلام) بمكّة و إنّما هذه الآية نزلت في الحارث بن نعمان بن عبد مناف، و كان النبي يحبّ إسلامه، فقال يوما للنبي: انّا نعلم انك على الحق و ان الذي جئت به حق و لكن يمنعنا من اتباعك أن العرب تتخطفنا من أرضنا لكثرتهم و قلّتنا و لا طاقة لنا بهم، فنزلت الآية، و كان النبي يؤثر إسلامه لميله إليه (شيخ الابطح: 69 ط. بغداد 1349 ه عن الواسطي، و أبو طالب مؤمن قريش: 368).

و مما يؤيد ذلك أنهم أجمعوا أن الآية التي تليها نزلت في الحارث راجع تفسير الكشاف: 2/ 167 مورد الآية، و تفسير ابن كثير: 3/ 395، و شيخ الابطح: 69.

و قيل نزلت في رسول قيصر- تفسير ابن كثير: 3/ 395 مورد الآية، و أبو طالب مؤمن قريش: 369.

[1]- مسند أحمد: 1/ 206، صحيح البخاري: 4/ 47، صحيح مسلم: 1/ 135، مصنف ابن أبي شيبة: 8/ 98 ح 42، و في الرواية نظر و تأمل.

اسم الکتاب : النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم المؤلف : الموصلي، شرف الدين    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست