اسم الکتاب : النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم المؤلف : الموصلي، شرف الدين الجزء : 1 صفحة : 46
و قيل: أسامة، و عبد الرحمن بن عوف، و أوس بن خولي. و قيل: عقيل بن [أبي] طالب، و قثم. و ألقى المغيرة بن شعبة خاتمه ثم نزل فأخذه، و كان آخر الناس به عهدا.
و قيل: إن عليا أعطاه الخاتم و لم يمكّنه من النزول. و قيل: نزل القثم. و هو الثبت [1].
و مدفنه أظهر من أن يذكر، و الصحيح: أن عليا حل عند رأسه و قبّل وجهه، و قال: «السلام عليك بأبي أنت و أمي يا حبيب اللّه، طبت حيا و ميتا، و لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة و الإنباء و أخبار السماء، خصصت حتى صرت مسليا عن غيرك، و عممت حتى صار الناس فيك سواء، و اللّه إن الجزع ليقبح إلّا عليك، و إن الصبر لحسن إلّا عنك، و لو لا أمرك بالصبر و نهيك عن الجزع لأنفدنا عليك ماء الجفون، و لكان الداء مخامرا، و الكمد محالفا، و لكنه ما لا يستطاع رده و لا يمكن دفعه، فاذكرنا عند ربك، و اجعلنا من بالك، و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته» [2].
و قال عند خروجه:
ما غاض دمعي عند نازلة * * * إلّا جعلتك للبكاء سببا
فإذا ذكرتك سامحتك به * * * مني الجفون ففاض و انسكبا [3]
و كان (عليه السلام) ختام مائة ألف و أربعة و عشرين ألف نبي، و المرسلون منهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر. قال الشاعر:
إنما الدنيا عناء و قصارها مناء * * * لو نجا خلق من الموت لعاش الأنبياء
فلما دفن قالت فاطمة (عليها السلام): «كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على حبيبي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم». [و قالت:] «يا أبتاه أجاب ربا دعاه، يا أبتاه و من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه أتى جبريل ينعاه، يا أبتاه على من خلّفت الحسن و الحسين»
[1]- راجع: السيرة النبوية لابن هشام: 4/ 1077- 1079، الطبقات الكبرى: 2/ 291- 301، تاريخ الطبري: 2/ 451- 452، البداية و النهاية: 5/ 281- 283.