اسم الکتاب : النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم المؤلف : الموصلي، شرف الدين الجزء : 1 صفحة : 44
أحدا يقول ذلك لأرجو أن تقطع أيديهم و أرجلهم. و صعد أبو بكر المنبر فقال: معاشر المسلمين من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، و من كان يعبد رب محمد فإنّه حي لا يموت، و قرأ: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ[1] الآية. و نادى عمر: خلوا الجنازة و أهلها صلى اللّه عليه و على آله أفضل الصلوات و أحلّهم من منازل الكرامة أعلاها.
و قيل: استأذن عليه ملك الموت، فقال له جبرئيل: إنه لم يستأذن على أحد من قبلك. فأذن له، فوقف بين يديه و قال: السلام عليك يا رسول اللّه. فرد (عليه السلام).
و قال: إن اللّه تعالى يقرئك السلام، و قد أمرني بطاعتك. فقال: «و تفعل؟». فقال: بذلك أمرت. فقال جبرئيل: إن اللّه تعالى قد اشتاق إلى لقائك. فقال عندها: «امض لأمر ربي».
فقال جبرئيل: السلام عليك يا رسول اللّه هذا آخر موطئي من الأرض. و سمعوا صوتا في الهواء: السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللّه و بركاته، كل نفس ذائقة الموت، و إنما توفون أجوركم يوم القيامة، إن في اللّه عزاء من كل مصيبة، و خلفا من كل هالك، و دركا من كل فائت، فباللّه ثقوا، و إيّاه فارجوا، فإنما المصاب من حرم الثواب. فقلنا لعلي: من هذا؟ فقال: «هو الخضر (عليه السلام)» [2].
إن يوم الفراق أنحل جسمي * * * ليتني مت قبل يوم الفراق
و توفي يوم الإثنين لإثني عشرة ليلة خلت من ربيع الأول من الهجرة. و هو الأصح [3].
و قيل: ثامن عشر ربيع الأول. و قيل: في يوم الاثنين عاشر ربيع الأول. و قيل: