و مات إبراهيم و هو ابن ثمانية عشر شهرا، و قيل: ثمانية أيام [2].
و رأيت في الواقعة إبراهيم (عليه السلام) ولد النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو يقول لي: لا تحقرن شيئا من خلق اللّه، فعلم اللّه به أتم. فالبنون و البنات أمهم خديجة، ما خلا إبراهيم فإن أمه مارية.
و توفّيت مارية بعد النبي (عليه السلام) بخمس سنين، و هذا أوفى الروايات [3].
و دفن بالبقيع، فبكا عليه النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقيل له: أنت أحق من عرف اللّه تعالى فيما أعطى و أخذ. فقال: «تدمع العين، و يحزن القلب، فلا نقول ما يسخط الرب و لو لا أنه قول صادق، و وعد جامع، و سبيل نأتيه، و أن آخرنا سيتبع أولنا، لوجدنا عليك أشد من وجدنا بك، و إنا عليك يا إبراهيم لمحزونون» [5].
و قال و هو مستقبل الجبل: «لو أن بك ما بي لهدك، و لكنا نقول ما أمرنا به: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ»[6].
و قال الناس: كسفت الشمس لموته. فقال (عليه السلام): «إنها لا تكسف لموت أحد و لا لحياته» [7].
قالت سيرين: كنت و أختي مارية نصيح و هو محتضر فما نهانا النبي، فلما مات