responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم المؤلف : الموصلي، شرف الدين    الجزء : 1  صفحة : 277

مغفرة و رحمة

يا حسرات الهالكين إذا عاينوا أهل السلامة، و يا زفرات النادمين يوم الطامة، ألا راحم نفسه، ألا ذاكر رمسه، و قد دهم الموت، و تحقق الفوت، و كشفت سرائره، و سرت مرائره، فالأجساد بالية، و الرمم متلاشية، و لا يرى لهم من باقية. العجب كل العجب لمن عمره يخرب و هو بأنواع الملعوبات يلعب، فلا الموعظة تنفع و لا الحوادث تردع و لا داع يسمع، و قد صفق في الديار، و طويت الآثار.

فالصحائف مسودة، و الأبصار غير مرتدة، فعلام الغرر و السفر قد حضر، و الدنيا من وثق بها خذلته، و من اعتصم بها أسلمته، و من طلبها فاتته، و من تجنبها أتته.

أعاذنا اللّه و إياكم من الخسران، و ظفرنا بالأمن و الإيمان، و ألحقنا بمن أخلص للّه إيمانه فأعطاه أمانه، و ذلل للحق قلبه و لسانه، و كفى جوارحه عصيانه و أعانه، و صح بيوم المعاد اتيانه، و رجح فيه ميزانه، و عمّر قلوبنا بذكر مردّنا إليه، و وفقنا و إياكم للعمل بما يزلف لديه، و حجبنا بحجاب العصمة، و عصمنا من بوائق كل نقمة، و أسبل علينا ستور الرأفة و الرحمة، و أتحفنا بتحف مزيده، و ديّننا بتوحيده، و جعلنا ممن استمع الوعظ فوعاه، و قام بحقوق ربه فيما استرعاه، و تغمدنا برحمته يوم القيامة، و جمعنا مع أوليائه في دار المقامة، و أستغفر اللّه العظيم، و أسأل العفو من الكريم.

و كان تأليف هذا الكتاب و تحريره بالرباط الكبير الشريف المعروف بالأضلاطية تغمدها اللّه برحمته و رضوانه، و أسكنها بحبوحة جنانه، بغربي بغداد المحروسة، في عاشر ذي الحجة اغتناما للأجر في العشر، لأنها الأيام المعلومات المختصات للذنوب، و فيها تحنّ الأرواح كحنين الطير إلى أوكارها، و يفدون على اللّه تعالى من فجاج الأرض و أقطارها، يعجون بالتلبية لبيك اللهم لبيك ها نحن عبيدك‌

اسم الکتاب : النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم المؤلف : الموصلي، شرف الدين    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست