اسم الکتاب : النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم المؤلف : الموصلي، شرف الدين الجزء : 1 صفحة : 239
فرع
و اعلم أن من سنة اللّه تعالى بعثه الأنبياء (عليهم السلام)، فلما انقضت مدتهم تعين لنا اتباع عترتهم، و الأولياء على مراتبهم يلتحقون بالأنبياء؛ لقول النبي صلى اللّه عليه و سلّم:
فإذا كان ذلك كذلك فالأرجح و الأولى ما ذكر الشيء، و خصص و عيّن. و مما يؤكد قوله صلى اللّه عليه و سلّم عن القدّوس السلام: «لو لا مشايخ ركّع، و صبيان رضّع، و بهائم رتّع، لصبّ عليهم العذاب صبا» [2].
و لا شك أن هؤلاء المشايخ لا يرون التقدم شرعا، و عقلا، و أدبا، على عترة النبي صلى اللّه عليه و سلّم لقوله: «الأئمة من قريش» [3].
إلى غير ذلك، و قال اللّه تعالى: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ[5].
و هذا دليل على وجود من يصلح الوجود باقامته فيهم، و يلم شعثهم بنظره إليهم، و يستجاب دعاءه لهم و عليهم، فاتباعه واجب.
[1]- تاريخ ابن خلدون: 1/ 325، المحصول للرازي: 6/ 72، فيض القدير: 1/ 21، سبل الهدى و الرشاد:
10/ 337.
[2]- سنن البيهقي: 3/ 345، مسند أبي يعلى: 11/ 287 ح 6402، المعجم الأوسط: 7/ 134، تاريخ بغداد: 6/ 62.
[3]- مسند أبي داود الطيالسي: 125، كتاب السنة لابن أبي عاصم: 517/ ح 119، تاريخ دمشق: 61/ 11، الجامع الصغير: 1/ 480 ح 3108.
[4]- مسند الإمام الشافعي: 278، السنة لابن أبي عاصم: 623/ ح 1519- 1521، تاريخ بغداد: 2/ 59، تاريخ دمشق: 42/ 279 و 51/ 327، و في المصادر: «قدموا قريشا و لا تقدموها».