أذن فقد تأسّس علم الفقه و الفقاهة في إطار الأحكام الشرعية بتوجيه من الأئمة و بسعي دؤوب من العلماء و الفقهاء، و توفّرت مقدمات ظهور و جواز الاجتهاد المشروع القائم على أساس الكتاب و السنة و العقل و الإجماع.
و في هذه المرحلة دوّنت تعاليم الأئمة في أربعمائة أصل، و انتشرت في البلاد الإسلامية، و أصبحت مبادئ يعمل وفّقها الشيعة.
2 في عصر الغيبة
ثقلت كفّة الاتجاه الحديثي في أواسط القرن الهجري الثالث و في فترة خلافة المتوكل (م 247 ه) بالذات التي رافقتها موجة قمع ضد المعتزلة و الشيعة و غيرهما من المذاهب العقلية، و ترك هذا الوضع تأثيره المباشر على الشيعة، و خاصة في فترة الإمامين التاسع و الحادي عشر، حيث منعا من الاتصال مع اتباعهم من الشيعة، ممّا حدّد من النمو العلمي الشيعي، و استمر الوضع على هذا المنوال بشكل أو بآخر في فترة الغيبة الصغرى للإمام الثاني عشر «عج» و الّتي استغرقت فترة طويلة نسبيا.
و قد انهمك الكليني في هذه المرحلة بجمع الحديث الشيعي و تهذيبه، ليدوّن من ثمّ كتابه المهم «الكافي». و بعد وفاته سنة (329 ه)، أي في السنة الأخيرة من مرحلة الغيبة الصغرى و أصل ابن بابويه (م 381 ه) طريق سلفه، و ألّف كتابه: «من لا يحضره الفقيه» و غيره من كتب الحديث.
و يعتبر ابن عقيل النعماني و هو من طبقة الكليني و قد أدرك عصر