القائلون بإمامة عبد الله بن جعفر (عليه السلام)، وسموا بذلك لأن عبد الله بن جعفر كان أفطح الرجلين[2] وقيل إنه كان لهم رئيس، يقال له عبد الله بن أفطح[3]. وكلام هذه الطائفة ظاهر البطلان، لأنهم لم يدعوا نصا عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وإنما عملوا على ما رووه من أن الإمامة تكون في الأكبر.
وجوابه من وجوه:
الأول: لا نسلم أنه الأكبر، فأن الأكبر كان إسماعيل.
الثاني: أن هذا الحديث لم يرد قط إلا مشروطا، وذلك أنه ورد (إن الإمامة تكون في الأكبر ما لم يكن به عاهة)[4]. وأهل الإمامة القائلون بإمامة موسى ابن جعفر (عليه السلام) متواترون بأن عبد الله كانت به عاهة في الدين لأنه كان يذهب مذاهب المرجئة[5] الذين الواقعون في علي وعثمان، وأن أبا عبد الله (عليه السلام) قال فيه وقد خرج عنه: (هذا مرج كبير)[6]. وإنه دخل عليه يوما وهو يحدث أصحابه، فلما رآه سكت حتى خرج، فسئل عن ذلك فقال: (أما علمتم أنه من