responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المهدي حقيقة ... لاخرافة المؤلف : محمد بن اسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 19

و قال الإمام الحميدى صاحب «الجمع بين الصحيحين» من قصيدة له وافرة:

و لو لا رواة الدين ضاعت و أصبحت # معالمه فى الآخرين تبيد

همو حفظوا الآثار من كل شبهة # و غير همو عما اقتنوه رقود

و هم هاجروا فى جمعها و تبادروا # إلى كل أفق و المرام كؤود

و قاموا بتعديل الرواة و جرحهم # قيام صحيح النقل و هو حديد

بتبليغهم صحّت شرائع ديننا # حدود تحرّوا حفظها و عهود

و صح لأهل النقل منها احتجاجهم # فلم يبق إلا عاند و حقود [44]

و قال الإمام أبو بكر الخطيب البغدادى-رحمه اللّه-فى «شرف أصحاب الحديث» :

(و قد جعل اللّه تعالى أهله-أى الحديث-أركان الشريعة، و هدم بهم كل بدعة شنيعة، فهم أمناء اللّه من خليقته، و الواسطة بين النبى صلى اللّه عليه و على آله و سلم و أمته، و المجتهدين فى حفظ ملته، أنوارهم زاهرة، و فضائلهم سائرة، و آياتهم باهرة، و مذاهبهم ظاهرة، و حججهم قاهرة، و كل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه، أو تستحسن رأيا تعكف عليه، سوى أصحاب الحديث، فإن الكتاب عدتهم، و السنة حجتهم، و الرسول قدوتهم، و إليه نسبتهم، لا يعرّجون على الأهواء، و لا يتلفتون إلى الآراء، يقبل منهم ما رووا عن الرسول، و هم المأمونون عليه و العدول، حفظة الدين و خزنته، و أوعية العلم و حملته، إذا اختلف فى حديث كان إليهم الرجوع، فما حكموا به فهو المقبول المسموع، منهم كل عالم فقيه، و إمام رفيع نبيه، و زاهد فى قبيلة، و مخصوص بفضيلة، و قارى‌ء متقن، و خطيب محسن، و هم الجمهور العظيم، و سبيلهم السبيل المستقيم، و كل مبتدع باعتقادهم يتظاهر، و على الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر، من كادهم قصمه اللّه، و من عاندهم خذله اللّه، لا يضرهم من خذلهم، و لا يفلح من اعتزلهم، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير، و بصر الناظر إليهم بالسوء حسير، و إن اللّه على نصرهم لقدير) .


[44] نقله القاسمى فى «قواعد التحديث» ص (403) .

اسم الکتاب : المهدي حقيقة ... لاخرافة المؤلف : محمد بن اسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست