اسم الکتاب : المهدي حقيقة ... لاخرافة المؤلف : محمد بن اسماعيل الجزء : 1 صفحة : 143
التأويل إخبار بمراد المتكلم لا إنشاء
و فى هذا الموضع يغلط كثير من الناس، فإن المقصود فهم مراد المتكلم بكلامه، فإذا قيل: (معنى اللفظ كذا و كذا) كان إخبارا بالذى عنى المتكلم، فإن لم يكن الخبر مطابقا كان كذبا على المتكلم.
و يعرف مراد المتكلم بطرق متعددة، منها: أن يصرح بإرادة ذلك المعنى، و منها أن يستعمل اللفظ الذى له معنى ظاهر بالوضع، و لا يبين بقرينة تصحب الكلام أنه لم يرد ذلك المعنى.
فكيف إذا حف المتكلم الذى أوتى جوامع الكلم صلى اللّه عليه و على آله و سلم بكلامه ما يدل على أنه إنما أراد حقيقته و ما وضع له: من ذكره اسم المهدى و اسم أبيه و اسم قبيلته و مدة خلافته و ملامح خلقته إلى آخر ما ذكر مما يقطع السامع له بمراد المتكلم، و أنه يقصد شخصا مميّزا عن غيره، لا مطلق المهدى؟!!
و قد يريد المتكلم بكلامه خلاف ظاهره إذا قصد التعمية على السامع حيث يسوغ ذلك (كما فى رخصة التعريض) ، و لكن المنكر أن يريد بكلامه خلاف حقيقته إذا قصد البيان و الإيضاح و إفهام مراده، كيف و المتكلم يؤكد كلامه بما ينفى المجاز، و يكرره غير مرة، و يضرب له الأمثال؟!
و أى تلاعب بالنصوص مثل هذا التلاعب؟و أى إقدام على الكلام فيها بمجرد التشهى مثل هذا الإقدام؟!
و الحاصل أن هذه الدعوى الخاسرة مردودة و لا كرامة، و أن المهدى جسم لا عرض، و اللّه أعلم.
الشبهة الرابعة:
و هى قولهم: (الاعتقاد فى خروج المهدى خرافة، تسربت إلى أهل السنة
اسم الکتاب : المهدي حقيقة ... لاخرافة المؤلف : محمد بن اسماعيل الجزء : 1 صفحة : 143